الإسلام نفس الإيمان ; ولهذا كان عامة أهل السنة على هذا الذي قاله هؤلاء كما ذكره الخطابي، وكذلك ذكر أبو قاسم التيمي الأصبهاني، وابنه محمد، شارح مسلم، وغيرهما أنه المختار عند أهل السنة، وأنه لا يطلق على السارق والزاني اسم مؤمن، كما دل عليه النص.
فصل: (تفاضل الناس في التوحيد والإيمان)
إذا تمهدت هذه القاعدة، تبين لك أن الناس يتفاضلون في التوحيد، تفاضلا عظيما، ويكونون فيه على درجات بعضها أعلى من بعض. فمنهم من يدخل الجنة بغير حساب ولا عذاب، كما دلت عليه النصوص الصريحة الصحيحة، ومنهم من يدخل النار، وهم العصاة، ويمكثون فيها على قدر ذنوبهم، ثم يخرجون منها لأجل ما في قلوبهم من التوحيد والإيمان؛ وهم في ذلك متفاوتون، كما في الحديث الصحيح، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " أخرجوا من النار من قال لا إله إلا الله، وفي قلبه من الخير ما يزن برة " 1 وفي لفظ: " شعيرة"، وفي لفظ: " ذرة "، وفي لفظ: " حبة خردل من إيمان "2. ومن تأمل النصوص، تبين له أن الناس يتفاضلون في التوحيد والإيمان، تفاضلا عظيما، وذلك بحسب ما في قلوبهم من الإيمان بالله، والمعرفة الصادقة، والإخلاص، واليقين، والله أعلم.