سعد، لما قال للنبي صلى الله عليه وسلم: ما لك عن فلان؟ فوالله لأراه مؤمنا فقال: (أو مسلما) .
المرتبة الثالثة: الإحسان، وهي أعلى المراتب كلها، وقد تضمن حديث جبريل هذه المراتب كلها، لما سأله عن الإسلام، والإيمان، والإحسان، فأخبره صلى الله عليه وسلم بذلك، ثم قال: " هذا جبريل يعلمكم أمر دينكم " 1. فقد ينفى عن الرجل الإحسان، ويثبت في الإيمان، وينفى عنه الإيمان، ويثبت في الإسلام، كما في قوله عليه السلام: " لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن " 2. ولا يخرجه عن مرتبة الإسلام إلا الكفر بالله، والشرك المخرج من الملة.
وأما المعاصي والكبائر، كالزنى والسرقة وشرب الخمر وأشباه ذلك، فلا يخرجه عن دائرة الإسلام عند أهل السنة والجماعة، خلافا للخوارج، والمعتزلة، الذين يكفرون بالذنوب، ويحكمون بتخليده في النار.
واحتج أهل السنة والجماعة على ذلك بحجج كثيرة، من الكتاب والسنة، وأقوال الصحابة، والتابعين. فمن ذلك: ما رواه محمد بن نصر المروزي، الإمام المشهور: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، حدثنا وهب بن جرير بن حازم، حدثنا أبي، عن الفضيل، عن أبي جعفر محمد بن علي، أنه سئل عن قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن " 3. فقال أبو جعفر: هذا الإسلام، ودوّر دائرة واسعة، وهذا