(جواب الشيخ ابن عبد الوهاب عن محل الإيمان، وكونه يزيد وينقص)
سئل الشيخ: محمد بن عبد الوهاب، رحمه الله، قال السائل: تفكرت فى الإيمان وقوته وضعفه، وأن محله القلب، وأن التقوى ثمرته ومركبة عليه، فبقوته تقوى، وبضعفه تضعف.
فأجاب: قولك إن الإيمان محله القلب، فالإيمان بإجماع السلف محله القلب، والجوارح جميعا، كما ذكر الله في سورة الأنفال، وغيرها.
وأما كون الذي في القلب، والذي في الجوارح، يزيد وينقص، فذلك شيء معلوم، والسلف يخافون على الإنسان إذا كان ضعيف الإيمان من النفاق، أو سلب الإيمان كله.
(العلاقة بين الإيمان والإسلام)
وسئل أيضا: عن الإيمان، والإسلام، هل هما نوع واحد؟ أو نوعان؟
فأجاب: ذكر العلماء أن الإسلام إذا ذكر وحده، دخل فيه الإيمان، كقوله: {فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا} [سورة آل عمران آية: 20] ، وكذلك الإيمان إذا أفرد، كقوله في الجنة: {أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ} [سورة الحديد آية: 21] ، فيدخل فيه الإسلام. وإذا ذكرا معا كقوله: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} [سورة الأحزاب آية: 35] ، فالإسلام الأعمال الظاهرة، والإيمان الأعمال الباطنة، كما في الحديث: " الإسلام علانية، والإيمان في القلب " 1.