ما ثم غير الله موجود ولا ... رب سواه معاون أو كائن
لكن نفاة صفاته وعلوه ... في كل أمر باطل قد شاحنوا
ويقدرون لوازما هي كلها ... ما قالها في الله إلا مائن
كالجسم والأحياز والجهة التي ... ينفونها ذاك الفريق الفاتن
ألفاظها بدعية يعنى بها ... معنى صحيح وهو فيها كامن
إذ أوهمونا أنما مقصودهم ... بالنفي عنها أنه لا ساكن
أو تحصر الخلاق مخلوقاته ... بل لا تحيط به وفيها قاطن
كلا ولا تحويه فيما أظهروا ... للناس تنْزيها وهذا البائن
لكنهم قد أبطنوا معنى سوى ... ما أظهروا والقصد منهم واهن
أن ليس فوق العرش رب قد علا ... بالذات فوق الخلق عنهم بائن
بل ليس تعرج نحوه أملاكه ... والروح لم يعرج ولا ذا كائن
والمصطفى المعصوم لم يعرج به ... نحو السماء كما يقول المائن
كلا ولا كلم إليه صاعد ... حقا وما منهم بهذا دائن
والرب لم ينْزل وما هو نازل ... فيما لديهم وهو أمر واهن
فالقول بالتجسيم أمر محدث ... كالقول في جهة وفيها ساكن
وكذا التحيز والحدود فإنها ... ليست لها في الشرع أصل كائن
كالقول بالأعراض والأغراض ... والأبعاض في ذا كله قد باينوا
أهل الهدى والدين في أديانهم ... في الله مما قد نماه الآفن
لسنا نقول بنفيها حتما ولا ... إثباتها فالشر فيها كامن
والحق قد يعنى بها أيضا فما ... ندري بما يعني المهين الفاتن