بنبينا صلى الله عليه وسلم إلا ما يذكر عن العز بن عبد السلام، على تقدير صحة الحديث وثبوته، ولا يصح، فأما ما كان قسما بما هو من صفاته، فلا محذور فيه، ولا مانع من ذلك; فأين هذا من هذا، لو كان هناك تصور لما يراد من الكلام؟ !

وأما ما ذكرته من كلام ابن القيم رحمه الله، وأن الإمام أحمد جعل كلام الله صفات فعل، قائم بالذات، فهو الحق الذي لا مرية فيه، لكن لا ينافي ذلك أن يوصف الله تعالى بهاتين الصفتين معا، كما ذكر ذلك ابن القيم بعد هذا، بنحو من ثمانية وعشرين سطرا، حيث قال:

والله عاب المشركين بأنهم ... عبدوا الحجارة في رضى الشيطان

ونعى عليهم كونها ليست بخا ... لقة وليست ذات نطق بيان

فأبان أن الفعل والتكليم من ... أوثانهم لا شك مفقودان

وإذا هما فقدا فما مسلوبها ... بإله حق وهو ذو بطلان

والله فهو إله حق دائما ... أفعنه ذا الوصفان مسلوبان

إلى أن قال:

وكذاك أيضا لم يزل متكلما ... بل فاعلا ما شاء ذو الإحسان

فذكر رحمه الله أن الفعل والتكليم من أوثانهم مفقودان، وأنهما وصفان للإله الحق، غير مسلوبان عنه، فتأمله.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015