فالأئمة من أهل السنة وأتباعهم لهم المصنفات المعروفة في الرد على هذه الطائفة الكافرة المعاندة، كشفوا فيها كل شبهة لهم، وبينوا فيها الحق الذي دل عليه كتاب الله وسنة رسوله، وما عليه سلف الأمة وأئمتها من كل إمام رواية ودراية.

ومن له نهمة في طلب الأدلة على الحق، ففي كتاب الله وسنة رسوله ما يكفي ويشفي; وهما سلاح كل موحد ومثبت; لكن كتب أهل السنة، تزيد الراغب، وتعينه على الفهم; وعندكم من مصنفات شيخنا رحمه الله، ما يكفي مع التأمل; فيجب عليكم هجر أهل البدع، والإنكار عليهم.

وأما الإفغانية الذين جاؤونا ووصلوا إلى جهتكم، فهم أهل تشديد وغلو، مع جهل كثيف، أشبهوا الخوارج الذين كفروا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بمروقهم، وأمر أصحابه بقتلهم، ولهم عبادة وزهد; لكنهم: أخطؤوا في فهم الكتاب والسنة، واستغنوا بجهلهم عن أن يأخذوا العلم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قال العلامة ابن القيم رحمه الله:

ولهم نصوص قصروا في فهمها ... فأتوا من التقصير في العرفان

وقد ناظر ابن عباس رضي الله عنه أهل النهروان، فرجع بعضهم إلى الحق، واستمر بعضهم على الباطل، حتى قتلهم علي رضي الله عنه بالنهروان; وفيهم المخدج الذي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015