النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ث لاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا ينظر إليهم، ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم "1 قال: فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبو ذر: خابوا وخسروا، من هم يا رسول الله؟ قال: " المسبل، والمنان، والمنفق سلعته بالحلف الكاذبة "2، وهذان الحديثان: فيهما نفي التكليم والنظر عن بعض الناس، كما في القرآن مثل ذلك؛ وأما نفي التكليم وحده، ففي غير حديث، وهذا الباب فيه: أحاديث كثيرة جدا يتعذر استقصاؤها، ولكن نبهنا ببعضه على نوعه.

والأحاديث جاءت في هذا الباب، كما جاءت الآيات، مع زيادة تفسير في الحديث، كما أن أحاديث الأحكام، تجيء موافقة لكتاب الله، مع تفسيرها لمجمله، ومع ما فيها من الزيادة التي لا تعارض القرآن، فإن الله سبحانه وتعالى أنزل على نبيه الكتاب والحكمة، وأمر أزواج نبيه أن يذكرن ما يتلى في بيوتهن من آيات الله والحكمة، وامتن على المؤمنين بأن {بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} [سورة آل عمران آية: 164] وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " ألا وإني أوتيت الكتاب، ومثله معه " 3: وفي رواية: "ألا وإنه مثل القرآن أو أكثر ".

فالحكمة التي أنزل الله عليه مع القرآن، وعلمها لأمته تتناول ما تكلم به في الدين من غير القرآن، من أنواع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015