ذاته هي التي لم يزل، ولا يزال موصوفا بها، وهي: الحياة، والقدرة، والإرادة، والسمع، والبصر، والكلام، والبقاء، والوجه، واليدان، والعينان، والغضب، والرضاء; وصفات فعله، هي: الخلق، والرزق، والعدل، والإحسان، والتفضل، والإنعام، والثواب، والعقاب، والحشر، والنشر; وكل صفة كان موجودا قبل فعله لها; ثم ساق الكلام في الصفات.
وقال في كتاب الذب عن أبي الحسن الأشعري: كذلك في قولنا، في جميع المروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في صفات الله; إذ صح من إثبات اليدين، والوجه، والعينين، ونقول: إن الله يأتي يوم القيامة في ظلل من الغمام وإنه يَنْزل إلى السماء الدنيا كما في الحديث، وإنه مستو على عرشه ... إلى أن قال: وقد بينا دين الأئمة وأهل السنة أن هذه الصفات تمر كما جاءت بغير تكييف ولا تحديد ولا تجنيس، ولا تصوير، كما روي عن الزهري، عن مالك في الاستواء، فمن تجاوز هذا، فقد تعدى، وابتدع، وضل. انتهى.
قال الحافظ شمس الدين الذهبي - لما ذكر كلامه هذا - فهذا: نص هذا الإمام، وأين مثله في تبحره، وذكائه، وتبصره بالملل والنحل؟ فلقد امتلأ الوجود بقوم لا يدرون ما السلف، ولا يعرفون إلا السلب، ونفي الصفات وردها،