مكان، لأنه هو الصواب، دون ما قلت. كلا! فلقد أجازه رسول الله صلى الله عليه وسلم مع علمه بما فيه، وأنه من الإيمان، بل الأمر الذي يجب به الإيمان لقائله ومن أجله شهد لها بالإيمان حين قالته، وكيف يكون الحق في خلاف ذلك؟ ! والكتاب ناطق بذلك، وشاهد له.
وقد غرس في بنية الفطرة، ومعارف الآدميين من ذلك، ما لا شيء أبين منه، ولا أوكد، لأنك لا تسأل أحدا من الناس، عربيا ولا عجميا، ولا مؤمنا ولا كافرا، فتقول أين ربك؟ إلا قال: في السماء، أفصح، أو أومى بيده، أو أشار بطرفه، إن كان لا يفصح، ولا يشير إلى غير ذلك; ولا رأينا أحدا إذا عن له الدعاء، إلا رافعا يده إلى السماء، ولا وجدنا أحدا غير الجهمية يُسأل عن ربه فيقول: في كل مكان، كما يقولون، وهم يدعون أنهم أفضل الناس، فتاهت العقول، وسقطت الأخبار، واهتدى جهم، وخمسون رجلا معه، نعوذ بالله من مضلات الفتن، انتهى كلامه.
ذكر قول الإمام أبي الحسن الأشعري، صاحب التصانيف، إمام الطائفة الأشعرية: قال في كتابه الذي سماه اختلاف المصلين، ومقالات الإسلاميين لذكر فرق الخوارج، والروافض، والجهمية، وغيرهم ... إلى أن قال: ذكر مقالة أهل السنة، وأصحاب الحديث، جملة قولهم: الإقرار بالله وملائكته، وكتبه ورسله وبما جاء عن الله