أعمارهم في خدمة كتاب الله تعالى، وما ذاك إلا مصداقًا لقوله جلت قدرته وتباركت أسماؤه:
{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (1).
8 - ومما ينبغي التنويه به أن (عبد الواحد بن أبي السداد) - رحمة الله تعالى - كان من كبار العلماء في القراءات والتفسير والفقه واللغة والأصول، كما ظهر لي من خلال ترجمته والتعريف به. ومن طالع تراجم علماء القراءات يجد كثيرًا منهم أئمة في علوم شتى كالحديث والتفسير، والفقه واللغة ومع هذا فقد كانوا مغمورين، فلم تقم حولهم دراسات تبين شخصياتهم، وما أسهموا به من آثار، كما هو حال صاحب (الدر النثير).
9 - وأسجل في هذه الخاتمة أسفي وحزني على إعراض الناس عن تعلم القراءات ووجوهها حتى صار ذلك خاصًا بفئة قليلة في هذا الجم الغفير من الأمة الإسلامية، ومع ذلك فإن هذه الفئة قد توانت عن نشر كتب القراءات، وأمهات هذا الفن حتى أصبحت المكتبة الإسلامية فقيرة في هذا الجانب؛ ولذا فإنه قد آل الأمر إلى غير أهله، فتسابق إليه مستشرقون، ومغتربون عنه لا علم لهم به، فكثر الخطأ والتحريف، فها هي كتب القراءات سواء منها ما له تعلق باختلاف الأحرف أو توجيهها أو بأسانيدها قد طبقت رفوف المكتبات العالمية، وقد علاها الغبار، تنادي تلك الفئة أن تنقذها مما هي فيه من أيدي عابثة، وأخرى محرفة، وإنها لفي انتظار ذلك وما ذلك على الله بعزيز.
هذا وإني أقترح على كل - جامعة في العالم الإسلامي أن تجعل في برامجها تخصصات كثيرة في علوم القرآن الكريم، كما هو واقع الآن في