(ضارب) فصارت في حكم ما هو من بنية الكلمة، وإن كانت باعتبار آخر بمنزلة كلمة ضمت إلى أخرى مثل (بعل بك) كما جعلوا الإعراب في آخر (بعل بك) بعد التركيب كقول امرئ القيس:
ولقد أنكرتني بعل بك وأهلها (?)
البيت في رواية من رفع الكاف. ولزم تحريك ما قبل هذه التاء في (قائمة) ونحوها؛ لأنه قد يكون قبله ساكن نحو (ضربة) و (غربة) فلو سكن ما قبل التاء لزم التقاء الساكنين، ومع هذا فإنه حرف عود الحركة، وأنس بها قبل لحاق هذه العلامة، وكرهوا إسكانه فألزموه الحركة، كما ألزموها في (أخيك) وأخواته عند من يجعل إعرابه بحركات مقدرات وأتبع ما قبل الآخر الآخر، وكما حركوا الدال من (يد) حين (?) ثنوا في الضرورة كقوله: (يديان بيضاوان عند محلم) (?). البيت (?) وخص بالفتح دون غيره من الحركات؛ لأنه قد يكون ما قبله مكسورًا، أو مضمومًا نحو (مسلمة) و (سنبلة) فلو ألزموا التحريك بالضم، أو بالكسر للزم توالي الثقل، فحركوه بأخف الحركات، لا سيما وقد ثقلت الكلمة بزيادة حرف التأنيث، ومع هذا فأرادوا توكيد شبهها بالألف، إِذ لا تثبت الألف إلا بعد فتحة، وقد قيل: فتح ما قبل هذه التاء بالحمل على فتح اللام من (بعل ك) والعين من (أربع عشرة) ونحوهما من المركبات اعتبارًا بكون هذه التاء مع ما اتصلت به بمنزلة كلمة ضمت إلى أخرى. والله أعلم.
وأرجع إلى لفظ الحافظ - رَحِمَهُ اللهُ -: