شيخنا أبي الفتح وأبي الحسن.
قال الحافظ - رَحِمَهُ اللهُ -: ولقد كنت في حين قراءتي (بالإِدغام) (?) على شيخنا أبي الفتح نضر الله وجهه: أشير بالعضو إلى حركة الحرف المدغم فلا يقرع سمعه وكان ضريراً فيرده على حتى أسمعه صوت الحركة فيستحسن ذلك ويرضاه وكان ربما لفظ بذلك ووقفني عليه.
واعلم أن ما ذكرته من الروم والإشمام جاز في جملة الحرف إلا الباء والميم إذا وقع بعد كل واحد فنهما باء أو ميم نحو: {آدَمُ مِنْ رَبِّهِ} (?). و {مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ} (?) و {أَعْلَمُ بِمَا} (?) و {يُكَذِّبُ بِالدِّينِ} (?) و {الصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ} (?) و {وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ} (?) وليس في القرآن ميم مخفوضة قبل الباء ولا باء مخفوضة قبل الميم: أعني مما يقع في الإِدغام.
وإنما امتنع الروم والإشمام فيما ذكر لإنطباق الشفتين. نص الحافظ على جميع ذلك وكذلك قال الإِمام. وقال: إن ترك الروم والإشمام في الميم والباء رواية شجاع وعبد الوارث واليزيدي عنه قال: وروى عباس عنه