كُلَّما عُدْنَا لِنَائِلِة ... عَادَ فِي مَعْرُوْفِهِ جَذَعَا

هُوَ سَلمُ بن عَمْرُ بن حَمَّادِ بن عَطَاءِ بن يَاسِرٍ وَقِيْلَ عَطَاءُ ابن سَنَانٍ. مَوْلَى أَبِي بَكْرِ الصِّدِّيْقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. وَكَانُوا يَزْعمُونَ أنَّهُم مِنْ وَلَدِ حِمْيَرَ نَالَهُمْ سَبَأٌ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ فَهُمْ مَوَالِيْهِ. وَيُقَالُ هُمْ مَوَالِي عَبْدِ اللَّهِ بن جُدْعَانَ لُقِبَّ لأَنَّهُ وَرِثَ مَصْحَفًا فَبَاعَهُ وَاشْتَرَى بِثَمَنِهِ دَفَاتِرَ شِعْرٍ وَقِيْلَ اشْتَرَى بِثَمَنِهِ.

عَدِيُّ بن زَيْدٍ: [من الرمل]

296 - أبلِغِ النُّعْمَانَ عَنِّي مَألُكًا ... أنَّنِي قَدْ طَالَ حَبْسِي وَانْتِظَارِي

بَعْدَهُ:

لَوْ بِغَيْرِ المَاءِ حَلْقِي شَرَقٌ ... كُنْتُ كَالغصَّانِ بِالمَاءِ اعْتِصَارِي

وَلَهُ حِكَايَةٌ تَرِدْ فِي باب لَوْ أَنَّ شَاءَ اللَّهُ تَعالَى.

الخَلِيْلُ بنُ أَحْمَدَ: [من البسيط]

297 - أبْلغْ سُلَيْمَانَ أنِّي عَنْه فِي سَعَةٍ ... وَفِي غِنًى غَيْرَ أنِّي لَسْتُ ذَا مَالِ

كَانَ الخَلِيْلُ بن أَحْمَدَ وَاضِعُ العُرُوْضِ أَدِيْبًا فَاضِلًا إِمَامًا وَكَانَ فَقِيْرًا وَكَانَ لَهُ بَازِيٌّ يَقْتَنِصُ بِهِ وَيَقْتَاتُ مِنْ صَيْدِهِ مَا يَكْفِيْهِ وَيَبِيع مَا يَفْضلُ عَنْ قُوْتِهِ فَيَصْرفُ بَعْضَهُ فِي مَصَالِحِهِ وَيَتَصَدَّقُ بِبَعْضِهِ، فَطَلَبَهُ الأَمِيْرُ سُلَيْمَان الهَاشِمِيّ بِالبَصرَةِ لِيُعَلِّمَ وَلَدَهُ جَعْفَرَ وَحَمَلَ إِلَيْهِ مِائَةَ أَلْفِ دِرْهَمٍ، فَرَدَّها الخَلِيْلُ عَلَيْهِ وَكَتَبَ إِلَيْهِ أَبْلِغْ سُلَيْمَان. البَيْتُ وَبَعْدَهُ:

سَخى بِنَفْسِي أَنني لَا أَرَى أَحَدًا ... يَمُوْتُ هُزْلًا وَلَا يَبْقَى عَلَى حَالِ

وَالفَقْرُ فِي النَّفْسِ لَا فِي المَالِ نَعْرِفُهُ ... وَمِثْلُ ذَاكَ الغِنَى فِي النَّفْسِ لَا المَالِ

وَالمَالُ يغْشِي أُنَاسًا لَا خلَاقَ لَهُمْ ... كَالسَّيْلِ يغشي أُصُوْلُ الزيْدَنِ البَالِي

هَذَا البَيْتُ تَضْمِيْنٌ وَهُوَ لِحَسَّان بن ثَابِتٍ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015