طَلَبْتَ أَمْرًا عَظِيْمًا وَفَرَرْتَ مِنْهُ مَرَّةً هَاهُنَا وَمَرَّةً هَاهُنَا فَقَالَ أَيُّهَا المَلِكُ أَمَا سَمِعْتَ قَوْلَ شَاعِرِنَا قَالَ وَمَا قَالَ فَأَنْشَدَهُ أَبْيَاتُ الحَارَثِ بنِ هِشَامٍ هَذِهِ وَفَسَّرتُ لَهُ فَقَالَ يا معْشَرَ العَرَبِ حَسَّنْتُمْ كُلّ شَيْءٍ حَتَّى حَسَّنْتُمْ الفِرَارَ فَحَسُنَ.
العَبَّاسُ بنُ الأَحْنَفُ: [من البسيط]
89 - اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَرْكِي زِيَارَتَكُمْ ... إِلَّا مَخَافَةَ أَعْدَائِي وِحُرَّاسِي
وَبَعْدَهُ:
وَلَوْ قَدَرْتُ عَلَى إتْيَانِ جِئْتُكُمُ ... سَحْبًا عَلَى الوَجْهِ لَا مَشْيًا عَلَى الرَّأْسِ
هُوَ أَبُو الفَضْلُ العَبَّاسُ الأَحْنَفِ بن طَلْحَةَ بن حَوَارِ بن كَلْدَةَ بن خَرِيْمِ بن شهَابِ بن سَالِمِ بن حَيَّةَ بن كُلَيْبِ بن عَدِيِّ بن عُبَيْدِ بن حَنِيْفَةَ قِيْلَ: وَكَانَ أَحْسَنَ خَلْقِ اللَّهِ إِذَا حَدَّثَ وَأَحْسَنَهُمْ اسْتِمَاعًا إِذَا حُدِّثَ وَأَمْسَلَهُمْ مُلَاحَاةً إِذَا خُوْلفَ وَكَانَ مُلُوْكِيَّ المَذْهَبِ ظَاهِرَ النّعْمَةِ حَسنَ الهَيْئَةِ قَدْ كَمُلَتْ فِيْهِ آلَاتُ الظَّرْفِ جَمِيْلُ الوَجْهِ فَارِهِ المَرْكَبِ نَظِيْفُ الثَّوْبِ حَسنَ الأَلْفَاظِ كَثِيْرُ النَّوَادِرِ بَطِيْءُ السُّكْرِ عَلَى الشَّرَابِ شَدِيْدُ الاحْتِمَالِ وَلَمْ يَكُنْ مَدَّاحًا وَلَا هَجَّاءً مُتَنَزِّهًا عَنْ ذَلِكَ لِجَلَالَةِ قَدْرِهِ وَيُشَبَّهُ مِنَ المُتَقَدِّمِيْنَ بِعُمَر بن أَبِي رَبِيْعَةَ المَخْزُوْمِيِّ.
وَقَالَ الصُّوْليُّ: هُوَ العَبَّاسُ الأَحْنَفُ بنُ الأَسْوَدِ بن قُدَامَةَ بن هَمْيَانَ بن الحارثِ بن ذُهلِ الزَّيْلِ بن حَنِيْفَةَ.
90 - اللَّهُ يَعْلَمُ مَا لِلْمُلْكِ مِنْ أَحَدٍ ... سِوَاكَ يَصْلحُ لِلْدُّنْيَا وَلِلدِّيْنِ
حَاشِيَةٌ:
وَمِنْ هَذَا البَابُ قَوْلُ السَّيِّد الرّضِيّ (?):