وَكُنتُ إِذَا مَا جئتُ أَجلَلنَ مَجلِسي ... وَأطرقْنَ منّي هَيبةً لَا تَجهُّمَا

يُحاذِرنَ منّي غيرةً قَد عَرفنَها. البَيْتُ.

المُتنبِي:

17403 - يُحَاذِرُنِي حَتفِي كأنِّي حَتفهُ ... وَتَنظُرنُي الأفعَى فَيقتُلُها سُمِّي

يقول قَبلَهُ منها:

جَفَتني كَأنّي لَستُ اَنطقَ قَومهَا ... وَأَطعتهُم وَالشهبُ في صُورَة الدُّهم

يُحاذِرني حَتفِي كَأنّي حتفُهُ. البَيْتُ، وبَعْدَهُ:

طِوالُ الرُدينيّاتِ يَقصفُهَا دَمي ... وَبيضُ السريجيّاتِ يَقطعُهَا لحمِي

بَرتنِي السُّرَى بَري المُدَى فرَددنَنِي ... أَخفَّ عَلى المركُوبِ من نَفسي جرمي

وَابصَرَ من زَرقاءَ جَوٍّ لأنَّني ... إِذَا نَظرت عيناي شَاؤُوهُما علمِي

كَأنِّي دَحَوتُ الأرض من خِبرتي بهَا ... كأني بنى الاسكَندَرُ السدَّ من عَزمي

وَمِن بابِ (يُحبُّ) قَولُ ابنِ القَطَّاعِ (?):

يُحبُّ بَنُو آدمٍ رَبّهم ... وَلَكِنَّهُم بَعدُ يَعصونَهُ

وَإبليسُ قَد أشربُوا بغضَه ... وهمُ بَعد ذَاكَ يُطيعُونَهُ

قَال وَهبُ بنُ منِبّهٍ، قَالَ إبليِسُ لَعنهُ اللَّهُ: يا رَبِّ إِنَّ عِبادَكَ يحُبُّونَكَ وَيَعصونَكَ ويَبغضُوني وَيطيعُوني فأُجيبَ إِنِّي قَد غَفرَتُ لَهم مَا عَصَونِي بِمَا أَحبُّونِي وَعَفوتُ عَنهم مَا أَطاعُوكَ بِمَا ابغَضُوكَ ودَعَا بَعضهُم فَقال إِلهي ظَلمتُ نَفسي وَظَلَمنِيَ إبليِسُ فأَنا ظَالمٌ وَمظلومُ فَهب ظُلمِى لتظلُّمِي وَهب مَعصِيَتي لَمعذرَتي.

وقالَ آخرُ: قَد أَصبَحَ ينافِر نعم اللَّهِ تَعالى مَا لا يحصيهِ مَعَ كَثرة مَا نَعصِيهِ فلَا ندرِي أيُّهما نشكرُ أَجَميلَ مَا نشَرَ أم قبيحَ مَا سَتَرَ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015