15135 - وَأَمّا نَومُكُمْ عَنْ كُلِّ خَيْرٍ ... فَنَوْمُ الفَهْدِ لَا يُقْضَى كَرَاهَا
ومن باب (وأَمّا)، قولُ حَسَّانَ بنُ ثَابتٍ (?):
وأَمَانة الْمَرئ حَيْثُ لَقَيْتَهُ ... مثْلُ الْزُّجَاجَةِ صَدْعُها لم يُجْبَرِ
كَانَ الْحَارثُ بنُ عَوْفٍ المُريّ أَجَارَ رَجُلًا مِن أَصْحابِ رَسُولِ اللَّه صَلّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمْ فَقُتِلَ، وكانَتْ دِيةُ الْخَفِيْر سَبْعِينَ عُشْرَاءَ فَجَاءَ الْحِارثُ، فَقالَ النبيّ صلّى اللَّه عَلَيْه وسَلَّمْ: يَا حَسَّانُ هَذَا الحَارِثُ، فَقالَ حَسَّانُ:
يا جَارِ مَنْ يَغْدُرَ بِذِمّةِ جَارِهِ ... مِنْكُم فَإِنّ مُحَمّدًا لَمْ يَغْدُرِ
وَأَمانَةُ المري حَيْثُ لَقيتَهُ، الْبَيْتُ وبَعْدَهُ:
إِنْ تَغْدُرُوا فَالْغَدْرُ مِنْ عَاداتِكَ ... واللومُ نَبَتتْ فِي أُصولِ السَّخْبَرِ
فقالَ الحَارِثُ: يا رسُولَ اللَّه أَجِرْني من شِعْرَ حَسَّانَ وأَنَا أُوْدِي إِلَيْكَ دِيةَ الْخَفِيْرِ.
وإِنّمَا أَخَذَهُ حَسَّانُ مِنْ قَوْلِ الأَعْشَى (?):
فَأَتتْ وفِي الْدُرّ صَدْعٌ لَهَا ... كَصَدْعِ الْزُّجاجَةِ لَمْ يَلْتَئِمْ
ومن باب (وَامتِنَاعِ) قولُ آخَر (?):
وَامتِنَاعُ الْنّفسِ مِمَّا تَشْتَهِيَ ... خشْيَةَ الإِنْفاقِ نَقْصٌ في الْنّسَبْ
ومن باب (وَأَمّا) قولُ ابْنُ أَرَاكَةِ الوَالِبيّ (?):
لِمَنْ ضَوءُ نارٍ بالبطاحِ كَأنّها ... مِنَ الْوَحشِ بَيْضاءَ اللَبانِ شَبُوبُ
إِذَا صَدَعتها الْرِّيحُ أرّثَ ضَوئَها ... مِنَ الأَصْل فَرعٌ يَابسٌ وَرَطيْبُ
تَرَاها فَتَرْجُوها ولَسْتُ بِآيِسٍ ... وفيْها عَنْ الْقَصْدِ المُبين نُكوبُ