فهَجَرَهَ يَحْيَى وَحَلَفَ لَا يُكَلِّمُهُ أَبَدًّا فَكَتَبَ مُطِيْعٌ إِلَيْهِ (?):
إِنْ تَصِلْنِي فَمِثْلُكَ اليَوْمَ يُرْجَى ... عَفْوُهُ الذَّنْبَ عَنْ أَخِيْهِ وَوَصْلُه
وَلَئِن كُنْتَ قَدْ هَمَمْتَ بِهَجْرِي ... لِلَّذِي قَدْ فَعَلْتُ إنِّي لأَهْلُه
وَأَحَقُّ الرِّجَالِ أَنْ يغْفِرَ الذَّنْبَ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ:
الكَرِيمُ الَّذِي لَهُ الحَسَبُ الثَّاقِبُ ... فِي قَوْمِهِ وَمَنْ طَابَ أَصْلُه
وَلَئِن كُنْتَ لَا تُصَاحِبُ إِلَّا صَاحِبًا ... لَا تَزِّلُّ مَا عَاشَ نَعْلُه
لَا تَجِدْهُ وَإِنْ جَهَدْتَ وَأَنَّى ... بِالَّذِي لَا يَكَادُ يُوْجَدُ مِثْلُه
إِنَّمَا صَاحبي يَغْفِرُ الذَّنْبَ ... وَيَكْفِيْهِ مِنْ أَخِيهِ أَقَلُّه
الَّذِي يَحْفَظُ القَدِيْمَ مِنَ العَهْدِ ... وَإِنْ زَلَّ صَاحِبٌّ قَلَّ عَذْلُهُ
وَرَعَى مَا مَضَى مِنَ العَهْدِ مِنْهُ ... حِيْنَ يُودِي بِذِي الجهَالَةِ جَهْلُهُ
لَيْسَ مَنْ يُظْهِرُ الموَدَّةَ أَفْكَار ... إِذَا قَالَ خَالَفَ القَوْلَ فِعْلُهُ
وَصْلُهُ لِلصَّدِيْقِ يَوْم فَإِنْ طَالَ ... فَيَوْمَانِ ثُمَّ ينْبِتُ جَبْلُهُ
قَالَ: فَلَمَّا وَقَفَ يَحْيَى عَلَى هَذِهِ الأَبْيَاتِ كَفَّرَ عَنْ يَمِيْنِهِ وَاسْتَحَلَّ زَوْجَتَهُ وَصَالَحَهُ عَادَ إِلَى عِشْرَتِهِ وَمُنَادَمَتِهِ وَمُصَاحَبَتِهِ كَأَحْسَنِ مَا كَانَا عَلَيْهِ.
البُحتُريُّ:
14588 - وَأحقُ الإحسَانِ أَن يُصرَفَ الحَمدُ ... إلَيهِ مَا لَم يَكُن مَمنُونَا
أبو تَمَّامٍ:
14589 - وَأَحَّقُ الأَقوام أَن يقضيَ الدَّينَ ... امرُؤٌ كَانَ للإله غَريمَا
كَانَ مَالِكُ بنُ طَوْقٍ حَجَّ وَقَضَى مَنَاسِكَهُ وَعَادَ مِنَ الحَجِّ فَقَالَ فِيْهِ أَبُو تَمَّامٍ:
وَأَحَقُّ الأَقْوَامُ أَنْ يَقْضي الدَّيْنَ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ: