بَشَّارٌ:
14476 - نُؤَمّلُ عَيشًا فِي حَيَاةٍ ذَميمَةٍ ... أَضرَّت بأَبدانٍ لنَا وَقُلُوبِ
بَعْدَهُ:
وَمَا خَيْرُ عَيْشٍ لَا يَزَالُ مُفَجّعًا ... بِفَوْتِ نَعِيْمٍ أَوْ بِمَوْتِ حَبِيْبِ
قَالَ السِرِيُّ الرَّفَاء فِي كِتَابِ (المُحِبِّ وَالمَحْبوْبِ):
الفَرْقُ بَيْنَ الحُبِّ وَالهَوَى وَالعِشْقِ وَإِنْ كَانَ الشُّعَرَاءُ مُخْتَلِفُوْنَ فِي هَذَا التَّرْتِيْبِ. وَالصَّوَابُ أَنَّ الهَوَى أَعَمُّ لِوُقُوعِهِ عَلَى كُلِّ مَا تَهْوَاهُ، وَالثَّانِي الحُبُّ وَهْوَ أخَصُّ وَأَقْصَاهُ العِشْقُ وَالاشْتِقِاقُ يَدُلُّ عَلَى بِذّاكَ لأَنَّ الهَوَى مِنْ زَوَالِ الشَّمْسِ عَنْ مَوْضِعِهَا وَالحُبُّ مُلَازَمَةُ المَكَانِ ثُمَّ الانْبُعَاثُ مِنْهُ وَالعِشْقُ مُشْتَقٌّ مِنَ العَشَقَةِ وَهِيَ اللَّبْلَابَةُ وَكأنَّ العِشْقَ سُمِّيَ بِهِ لِذُبُوْلِهِ يُقَالُ عَشِقَ بِالشَّيءِ إِذَا لَزَمَهُ وَلِكُلٍّ مِنَ النَّاسِ فَفِي الحُبِّ قَوْلُ بِحَسْبِ اعْتِقَادِهِ فَالمَجْنُوْنُ يَرَوْنَهُ إلى تأثِيْرَاتِ الكَوَاكِبِ وَالأطبَاءُ مَنْ يجْرِي مَجْرَاهُمْ يَرُدُّوْنهُ إلى الطَّبَائِعِ وَالصُّوْفِيَّةُ وَمَنْ نَاسَبَهُم يَقُوْلُوْنَ سَابَقَهُ التَّقَارُبِ وَالتَّعَارُفُ. قَالَتْ أعْرَابِيَّةُ فِي الحُبُّ بذاكَ الحُبُّ خَفِيَ أَنْ يُرَى وَجَلَّ مَنْ يَخْفِي فَهْوَ كَامِنٌ كَكُمُوْنِ النَّارِ فِي الحَجَرِ إِنْ قَدَحْتُهُ أَوْرَى وَإِنْ تَرَكْتَهُ تَوَارَى وَإِنْ لَمْ يَكُنْ شُعْبَةً مِنَ الجنُوْنِ فَهْوَ عُصَارَةُ السِّحْرِ.
عُبُيد اللَّه بن عَبد اللَّه بن طاهرٍ:
14477 - نُونُ الهَوان منَ الهَوى مَسرُوقَةٌ ... فَإِذَا هَويتَ فَقَد لَقيتَ هَوَانَا
وَقَالَ آخَرُ (?):
نُوْنُ الهَوَانِ مِنَ الهَوَى مَسْرُوْقَةٌ ... وَصَرِيْعُ كُلّ هَوًى صَرِيْعُ هَوَانِ
وَقَالَ نَجْمُ الدِّيْنِ فَاتِكَ النَّحَوِيّ مِنْ أَهْلِ عَصرِنَا إِمْلَاءً مِنْ لَفْظِهِ: