عَلَيَّ أُمّكَ بسُوْقِ عُكَاظ فَرَغِبْتُ عَنْهَا. فَقَالَ مُعَاوِيةُ: أَمَّا وَاللَّهِ لَوْ نُكَحْتَهَا لَنَكَحْتَ حُرَّةً حَصَانًا وَلنِعْمَ الكُفْؤُ كُنْتَ لَهَا. قَالَ: فَأَكَبَّ أَبُو الجَّهْمِ عَلَى مُعَاوِيةَ يُقَبِّلُ رَأسَهُ وَيَقُوْلُ مُتَمَثِّلًا بِقَوْلِ أُمَيَّةَ بنِ أَبِي الصّلْتِ:
نُقَلِّبُهُ لِنخْبُرَ حَالتَيْهِ ... فَنَخْبَرُ منهما كَرَمًا وَلِيْنَا
نَمِيلُ عَلَى جَوَانِبِهِ كَأَنَّا. البَيْتُ
14467 - نُنافِسُ فِي الدُّنيا غرُورًا وَإِنَّمَا ... قُصَارَى غنَاهَا أَن يؤُولَ إلى الفَقر
بَعْدَهُ:
وَإِنَّا لَفِي الدُّنْيَا كَرَكْبِ سَفِيْنَةٍ ... نُظَنُّ وُقُوْفًا وَالزَّمَانُ بِنَا يَجْرِي
وَأَلْحَقَهُمَا آخَرُ فَقَالَ:
أَلَيْسَ مِنَ الخُسْرَانِ أَنَّ لَيَالِيًا ... تَمُرُّ بِلَا وَصلٍ وَتُحْسَبُ مِنْ عُمْرِي
أبُو العَتَاهيةِ:
14468 - نُنافِسُ في الدُّنيا ونَحنُ نَعيبُهَا ... وَقَد حَذَّرتناهَا لَعَمرِي خُطوبُها
أَبْيَاتُ أَبِي العَتَاهِيَةِ:
تُنَافِسُ فِي الدُّنْيَا وَنَحْنُ نَفِيْسُهَا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ:
وَمَا تَحْسِبُ السَّاعَاتِ تَقْطَعُ مُدَّةً ... عَلَى أَنَّهَا فِيْنَا سَرِيْعًا دَبِيْبُهَا
كَأَنِّي بِرَهْطِي يَحْمِلُوْنَ جَنَازَتِي ... إِلَى حُفْرَةٍ يُحْثَا عَلَيَّ كَثِيْبُهَا
وَنَائِحَةٍ حَرَّى تُنَادِي وَإِنَّنِي ... لَفِي غِفْلَةٍ مِنْ صَوْتهَا مَا أُجِيْبُهَا
فَيَا هَادِمَ اللَّذَّاتِ مَا مِنْكَ مَهْرَبٌ ... تُحَاذِرُ نَفسِي مِنْك مَا سَيُصِيْبهَا
رَأَيْتُ المَنَايَا قُسِّمَتْ بَيْنَ أَنْفُسٍ ... وَنَفْسِي سَيَأتِي بَيْنَهُنَّ نَصيْبُهَا
وَإنِّي لَمِمَّنْ يَكْرَهُ المَوْتَ وَالبَلَى ... وَيُعْجِبُهُ رُوْحُ الحَيَاةِ وَطِيْبُهَا