دُوْنَ القِبَابِ عِفَافٌ فِي جَلَابِبِهَا ... وَالصُّوْنُ يَحْفَظُ مَا لَا تَحْفَظُ الكِلَلُ
وَلَا الحُدُوْجُ تَرَى وَجْهَ المُقِيْمِ بِهَا ... وَلَا تُحِسُّ بِصوْتِ الظَّاعِنِ الإبِلُ
وَعَادَةُ الشَّوْقِ عِنْدِي غَيْرُ غَافِلَةٍ ... قَلْبٌ مَرُوْعٌ وَدَفعٌ وَاكِفٌ هَطِلُ
وَأَفْجَعُ النَّاسِ مَنْ وَلَّى حَبَائِبُهُ ... وَلَا عِنَاقٌ وَلَا شَمٌّ وَلَا قُبَلُ
لَا نَاصرٌ غَيْرُ دَمْعِي إِنْ هُمْ ظَلَمُوا ... وَالدَّمْعُ عَوْنٌ لِمَنْ ضَاقَتْ بِهِ الحِيَلُ
وَالعَذْلُ أَثْقَلُ مَحْمُوْلٍ عَلَى أُذُنٍ ... وَهُوَ الخَفِيْفُ عَلَى العُذَّالِ إِنْ عَذَلُوا
مَنْ لِي بِبَارِقِ وَعْدٍ خَلْفَهُ مَطَرٌ ... وَكَيْفَ لِي بِعِتَابٍ بَعْدَهُ خَجَلُ
النَّفْسُ أَدْنَى عَدُوٍّ أَنْتَ حَاذِرُهُ ... وَالقَلْبُ أَعْظَمُ مَا يُبْلَى بِهِ الرَّجُلُ
قَدْ عَوَّدَ النَّوْمُ عَيْنِي أَنْ يُفَارِقهُ ... وَهَوَّنَ السَّيْرَ عِنْدِي الأَيْبَقُ الذُّلَلُ
ما عِفَّتِي فِي الهَوَى يَوْمًا بِمَانِعَتِي ... أَنْ لَا تَعفَّ بِكَفِّ القَنَا الذُّبُلُ
وَلَا اقْتِحَامِي عَلَى الغَارَاتِ يَعْصِمُنِي ... مِنَ المَنُوْنِ وَلَا رَيْثٌ وَلَا عَجَلُ
وَصِيَّتِي فِي النَّوَى وَالقُرْبِ وَاحِدَةٌ ... إِذَا تَكَافَأَتِ الغَايَاتُ وَالسُّبُلُ
يَسْتَشعِرُ الطَّرْفَ زَهْوًا يومَ أَرْكَبُهُ ... كَأَنَّهُ بِنُجوْمِ اللَّيْلِ مُنْتَعِلُ
وَالخَيْلُ عَالِمَةٌ مَا فَوْقَ أَظْهُرِهَا ... مِنَ الرجالِ جَبَانٌ كَانَ أَو بَطَلُ
ألا وِصالٌ سِوَى طَيْفٍ يُؤَرِّقُنِي ... وَلَا رَسَائِلَ إِلَّا البيْضُ وَالأَسَلُ
فَمَا طلَابُكَ إِنْسَانًا تُصَاحِبُهُ ... كُلُّ الأَنَامِ كَمَا لَا يَشْتَهِي عَمَلُ
قَوْمِي هُمُ النَّاسُ لَا جِيْلٌ سَوَاسِيَةٌ ... الجوْدُ عِنْدَهُمُ عَارٌ إِذَا سُئِلُوا
وَأَيْنَ قَوْمٌ كَقَوْمِي لَوْ سَأَلْتَهُمُ ... سَوَابِقَ الخَيْلِ فِي يَوْمِ الوَغَى نَزَلُوا
كَالصَّخْرِ إِنْ حَلِمُوا وَالنَّارِ إِنْ غَضِبُوا ... وَالأُسْدِ إِنْ رَكِبُوا وَالوَيْلِ إِنْ بَذَلُوا
الطَّاعِيْنَ مِنَ الجبَّارِ مَقْتَلَهُ ... وَالضَّارِبِيْنَ وَذَيْلِ النَّفْعِ مُنْسَدِلُ
لَيْسَ المَعَادُ إِلَى الدُّنْيَا بِمُتَّفِقٍ ... وَلَا رُجُوْعٌ لِمَنْ يَمْضِي بِهِ الأَجَلُ
واللَّهُ أَعْظَمُ مَوْلًى أَنْتَ سَائِلهُ ... يَوْمًا وَأَعْظَمُ مَنْ يُرْجَى وَمَنْ يُسَلُ
عَفْوٌ وَحِلْمٌ وَنَعْمَاءٌ وَمَقْدرَةٌ ... وَمُسْتَجِيْبٌ وَمَعْطَاءٌ وَمُحتَمِلُ
وَكَيْفَ نَأْمَلُ أَنْ تَبْقَى الحَيَاةُ ... لنَا وَغَيْرُ رَاجِعَةٍ أَيَّامُنُا الأُوَلُ