ومن باب (لَيْسَ) قَوْلُ ابْنُ شَمْسِ الخِلَافَةِ:
لَيْسَ السُّهَا كَالشَّمْسِ فِي ضيَائِهَا ... كَلَّا وَلَيْسَ الغَثُّ كَالثَّمِيْنِ
وَذَلِكَ مِنْ قَصِيْدَةٍ لَهُ نَقَلْتهَا مِنْ خَطِّهِ أَوَّلُهَا:
رَنَتْ طِرْفٍ رَائِع الفُتُوْنِ ... وَابْتَسَمَتْ عَنْ لُؤْلُؤٍ مَكنُوْنِ
وأَخْجَلَتْ أَتْرَابَهَا وَعُذّلِي ... مُخْجِلَةُ الأَقْمَارِ وَالغصُونِ
في لَفْظِهَا وَلَحْظِهَا مُدَامَةٌ ... تُشْرَبُ بِالأَسْمَاعِ وَالعُيُوْنِ
إِنْ هِيَ أَحْيَتْنِي فَمَنْ يُمِيْتُنِي ... وَإِنْ أَمَاتَتْنِي فَمَنْ يُحْيِيْنِي
يَقُوْلُ مِنْهَا مُفْتَخِرًا:
لَا يُنْكِرُ الدَّهْرُ إِبَائِي ظُلْمهُ ... إِنَّ الإِبَاءَ دَيْدَنِي وَدِيْنِي
عِزَّةُ نَفْسِي حَلأتْ رَكَائِبي ... عَنْ مَوْرِدِ الذُّلِّ وَمَرْعَى الهَوْنِ
لَهَفِي عَلَى مَالٍ أَهدُّ بِالنَّدَى ... مَا شَيَّدَتْ مِنْهُ يَدُ الضَّنِيْنِ
وَثَرْوَةٍ أَقْضِي بِهَا مَا لِلْعُلَى ... عَلَيَّ مِنْ حَقٍّ وَمِنْ دُيُوْنِ
حَتَّامَ أَلوِيْهَا بِحَقٍّ وَاجِبٍ ... بِمِثْلِهِ الدَّهْرُ غَدَا يَلْوِيْنِي
يَقُوْلُ مِنْهَا مَدْحًا:
لأَصرِفَنَّ العَزْمَ نَحْوَ مَاجِدٍ ... طَلِقِ المُحَيَّا شَامِخِ العِرْنيْنِ
مُتَّصِلِ الجوْدِ بَعِيْدٍ شَأوُهُ ... نَائِي المَدَى مُنْقَطِع القَرِيْنِ
فَالمَجْدُ وَالفَضْلُ وَأَمْنُ المُلْتَجَى ... لِلْمَاجِدِ المُفَضَّلِ الأَمِيْنِ
ذِي نَسَبٍ بَيْنَ النَّبيِّ المُصْطَفَى ... وَبَيْنَ صِنْوِ الأَنْزَعِ البَطِينِ
أَحْلِفُ بِاللَّهِ يَمِيْنًا برَّةً ... وَلَمْ تَزَلْ مَبْرُوْرَةً يَمِيْنِي
لَا تَعْدم الرَّاحَةَ يَوْمًا رَاحَةٌ ... تَعَلَّقَتْ بِحَبْلِكَ المَتِيْنِ
خُلِقْتَ مِنْ مَجْدٍ فَقَدْ فُقْتَ الوَرَى ... إِذْ خُلِقُوا مِنْ حَمَأٍ مَسْنُوْنِ
لَيْسَ السُّهَا كَالشَّمْسِ فِي ضِيَائِهَا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ:
قَوْمٌ هُمُ خَيْرُ الوَرَى وَخَيْرهُمْ ... أَنْتَ وَلَيْسَ الشَّكُّ كَاليَقِيْنِ