لَيَالِيَ سَمْعُ الغَانِيَاتِ وَطَرْفُهَا ... إِلَيَّ وَإِذْ رِيْحِي لهُنَّ جَنُوْبُ
قَالَ الأَصْمَعِيُّ: هَذَا الشَّاعِرُ يَقُوْلُ كُنْتُ أُلْقحُ حُبِّي فِي قُلُوْب الغَانِيَاتِ كَمَا يَلْقَحُ الجَنُوْبُ الشَّجَرَ فِي آخرِ الشِّتَاءِ.
وَقَالَ أَبُو عَمْرُو: يقالُ الرِّيْحُ الجنُوْبُ بِالعَالِيَةِ مِنَ الحِجَازِ أَطْيَبُ مِنْ غَيْرِهَا. قَالَ أَبُو عَمْرُو: فَسَألتُ جَمَاعَةً مِنْ أهْلِ الحِجَازِ عَنْ ذلك فَقَالُوا إِنَّهَا كَذَلِكَ. فَقُلْتُ أَليَنُهَا وَأَطْيَبُهَا؟ قَالُوا: نَعَم.
وَقَالَ غَيْرُ أَبِي عَمْرُو وَغَيْرُ الأَصْمَعِيِّ: إِنَّمَا جَعَلهَا جَنُوْبًا لأَنَّ الجنُوْبَ تَجْمَعُ السَّحَابَ وَتُؤَلِّفُهُ فهو يَقُوْلُ: كُنَّ يَجْتَمِعْنَ إِلَيَّ وَيَأْلَفْنَنِي كَمَا يُؤْلفُ الجنُوْبُ السَّحَابَ وَالشّمَالُ تُفَرِّقُهُ.
أبو تمّامٍ يَفْخَرُ بحاتمٍ:
12759 - لينجحْ بجُوْدٍ مَنْ أرادَ فإنَّهُ ... عَوان لهَذا النَّاسِ وَهوَ لَنا بِكرُ
إبراهيمُ الغَزِيُ:
12760 - لَيتَ البيَاضَ الَّذي زَالَ السَّوادُ بهِ ... أبقَى لَنا مِنْهُ مَا في القَلبُ والبَصَرِ
أَبْيَاتُ الغَزِيِّ:
لَيْتَ البَيَاضَ الَّذِي زَالَ السّوَادُ بِهِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ:
وَليتَ مَا أَعدمَ الأَرْوَاحَ حَادِثُهُ ... لَمْ يَبْقَ مَا كَانَ يَحْوِيْهَا مِنَ الصُّوَرِ
كَمْ خَانَنِي حَذَرِي فِيْمَا مَضَى وَأَتَى ... حَتَّى غَدَا حَذَرِي فِي الحَالِ مِنْ حَذَرِي
وَضِقْتُ ذَرْعًا بِعَيْشٍ لَا يَسُوْغُ وَلَا ... تَمجُّهُ النفسُ حَتَّى عِيْلَ مُصْطَبِرِي
طَالَ انْتِظَارِي حِمَامِي وَالحِمَام إِذَا ... تَأَخَّرَ الأَجَلُ المَحْتُوْمُ مُنْتَظِرِي
فَلَسْتُ حَيًّا وَلَا مَيْتًا وَلَا دَنِفًا ... وَلَا صَحِيْحًا جَمِيع الدَّاءِ فِي الكِبَرِ
لَا تَسْعَ فِي الأَمْرِ حَتَّى تَسْتَعِدَّ لَهُ ... سَعْيٌ بلا عُدَّةٍ قَوْسٌ بلا وَتَرِ