أحَقًّا عِبَادَ اللَّهِ أنْ لَسْتُ خَارِجًا ... وَلَا دَاخِلًا إِلَّا عَلَيَّ رقِيْبُ

وَلَا مَاشِيًا فَرْدًا وَلَا فِي جَمَاعَةٍ ... مِنَ النَّاسِ إِلَّا قِيْلَ أنْتَ مُرِيْبُ

عَدُوٌّ كَبِيْرٌ أو صَغِيْر مُلَقَّنٌ ... بِتَدْبِيْرِ أقْوَالِ الكَلامِ لَبِيْبُ

وَهَلْ رِيْبَةٌ فِي أنْ تَحِنَّ نَجِيْبَةُ ... إِلَى إلْفِهَا أو إن يَحِنَّ نَجِيْبُ

أُحِبُّ هُبُوطَ الوَادِيَيْنِ وَإنَّنِي ... لَمُسْتَهْتِرٌ بِالوَادِيَيْنِ غَرِيْبُ

ألا لا أرَى وَادِي المِيَاهِ يَثْيبنِي ... وَلَا النَّفْسُ عَنْ وَادِي المِيَاهِ تَطيْبُ

وَإنَّ الكَئِيْبَ الفَرْد مِنْ أيْمَنِ الحِمَى ... إلَيَّ وَإِنْ لَمْ آتِهِ لحبيْبُ

ألا لا أُبَالِي مَا أجَنَّتْ قُلُوبُهُم ... إِذَا رَضِيت مِمَّنْ أُحِبُّ قُلُوبُ

أُمَيْمُ بِقَلْبي مِنْ هَوَاكِ زَمَانَةٌ ... وَأَنْتِ لَهَا قَدْ تَعْلَمِيْنَ طَبِيْبُ

فَإنْ خُفْتِ أنْ لا تُحْكِمِي مَرَّةَ الهَوَى ... فَرُدِّي فُؤَادِي وَالمَرَدُّ قَرِيْبُ

أكُنْ أخُو ذِي الصُّرْمِ إمَّا بِخِلَّةٍ ... سِوَاكِ وَإمَّا أرْعَوِي فَأتُوبُ

لَعُمْرِي لَقَدْ أوْلَيْتِنِي مِنْكِ جَفْوَةً ... وَشَبَّ هَوَى نَفْسِي عَلَيْكِ شُبُوبُ

وَطَاوَعْتِ أقْوَامًا عِدًى لِي تَظَاهَرُوا ... عَلَيَّ بِقَوْلِ الزُّوْرِ حِيْنَ أغِيْبُ

لَبِئْسَ إِذًا عَوْنَ الصَّدِيْقِ أعَنْتَنِي ... عَلَى نَائِبَاتٍ يا أُمَيْمُ تَنُوبُ

تَضِنِّيْنَ حَتَّى يَذْهَبِ البخْلُ بِالمُنَى ... وحتى تَكَادُ النَّفْسُ عَنْكِ تَطِيْبُ

أُمَيْمُ لَقَدْ عَنَّيْتِنِي وَأرَيْتِنِي ... بَدَائِعَ أخْلاقٍ لَهُنَّ ضُرُوبُ

فَأرْتَاحُ أحْيَانًا وَحِيْنًا كَأَنَّمَا ... عَلَى كَبِدِي مَاضِي الشّبَاهِ ذَرِيْبُ

فَلَو أَنَّ مَا بِي بِالحَصَا قَلِقَ الحَصَا ... وَبَالرِّيْحِ لَمْ يُسْمَعْ لَهُنَّ هُبُوبُ

وَلَو أنَّنِي أسْتَغْفِرُ اللَّهُ كُلَّمَا ... ذَكَرْتُكِ لَمْ تُكْتَبْ عَلَيَّ ذُنُوبُ

وَلَو أَنَّ أنْفَاسِي أصَابَتْ بِحَرِّهَا ... حَدِيْدًا إِذًا ظَلَّ الحَدِيْدُ يَذُوُبُ

أُمَيْمُ أبى هَوْنٌ عَلَيْكِ فَقَدْ بَدَا ... بِجِسْمِي مِمَّا تَزْدَرِيْنَ شُحُوبُ

صُدُوْدًا وَإعْرَاضًا كَأنِّي مُذْنِبٌ ... وَمَا كَانَ لِي إِلَّا هَوَاكِ ذُنُوبُ

ألَهْفًا لِمَا ضيَّعْتُ وُدِّي وَلِمْ هَفَا ... فُؤَادِي بِمَنْ لَمْ يَدْرِ كَيْفَ يُثيْبُ

وَإنَّ طِيْبًا يَشْعَبُ القَلْبُ بَعْدَمَا ... تَصَدَّعَ مِنْ وَجْدٍ بِهَا لشَعُوبُ

رَأيْتُ لَهَا نَارًا وَبَيْنِي وَبَيْنَها ... مِنَ العَرْضِ أو وَادِي المِيَاهِ سُهُوبُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015