وَكَانَ أحَدَ فُضَلَاءِ عَصْرِنَا وَكَانَ أخُوهُ المُوفَّقُ كَاتِبُ الإِنْشَاءِ بِالدِّيْوَانِ العَزِيْزِ بَيْنَ يَدَي الوَزِيْرِ مُؤَيَّدِ الدِّيْنِ مُحَمَّد بن العَلْقَمِيِّ وَزِيْرُ الإمَامِ أَبِي أحْمَدَ عَبْدِ اللَّهِ المُسْتَعْصِمِ بِاللَّهِ آخِر خُلَفَاءِ بَنِي العَبَّاسِ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِم:
هِيَ الأَيَّامُ بُعْدٌ وَاقْتِرَابُ ... وَأرَى بُعْدَهُ ثَرْيٌ وَصَابُ
فَطَلِّقْ هَذِهِ الدُّنْيَا ثَلَاثًا ... فَحَاصلُهَا الخَسَارَةُ وَالتَّبَابُ
وَتِهْ فِي حُبِّ مَنْ لَا يُعْرَفُ اسْمٌ ... لَهُ وَبِحُبِّهِ عَذُبَ العَذَابُ
فَأَمَّا عَكْسُ هَلَّا فَهو وَصْفٌ ... وَكُلُّ نعُوتِ حَضْرَتِهِ حِجَابُ
فَخَالَفْتُ الوَرَى وَذَهَبْتُ وَحْدِي ... إِلَى رَأيٍ هُوَ العَجَبُ العُجَابُ
فَإمَّا أنَّنِي المَجْنُونُ وَحْدِي ... وَمَا فِي الخَلْقِ مِنْ عَيْبٍ يُعَابُ
وَإمَّا أنَّنِي وَحْدِي حَلِيْمٌ ... وَكُلُّ النَّاسِ مَجْنُونٌ مُصابُ
وَيُرْوَى:
وَإمَّا أنَّنِي وَحْدِي مُصِيْبٌ ... وَبَاقِي الخَلْقِ كُلُّهُمُ مُصابُ
وَنُسِبَ بِقَوْلِهِ هَذَا إِلَى الزَّنْدَقَةِ وَكَانَ الرَّجُلُ فَاضِلًا.
سَالم بن هبة اللَّه القاسِمي الحَلبيُّ: [من الطويل]
10337 - فَإِمَّا عُلًا تَصفُو عَليَّ ظلَالُهَا ... وإمَّا رَدًى بينَ القَنَا وَالسَّنَابِكِ
قَبْلَهُ:
أثِرْ بِتَمَادِي شَدَّها المُتَدَارِكِ ... دُجَى كُل يَوْمٍ أغْبَرِ اللَّوْنِ حَالِكِ
وَشْمُ الطِّلَابِ العِزَّ عَزْمَةَ مُقْدِمٍ ... عَلَى الهَوْلِ خَوَّاضٍ غِمَارَ المَهَالِكِ
فَإمَّا عُلًا تَصْفُو عَلَيَّ ظِلَالِهَا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ:
فَحَتَّامَ تَمْسِي حَائِرَ العَزْمِ خَامِلًا ... سَمِيْرَ الأمَانِي وَالهُمُوْمِ النَّوَاهِكِ
وَيَمْطِلُكَ الحَظُّ الحَرُونُ مسوّقًا ... بِنُبْلِ المُنَى مَطل الغَرِيْمُ المُمَاحِكِ
وَيَا نَفْسُ مَا بَالِي أرَاكِ مُقِيْمَةً ... عَلَى الضيْمِ لَا يَجْرِي الإبَاءُ بِبَالِكِ