قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: هَذَا البَيْتُ هُوَ المَثَلُ السَّائِرُ. يُضْرَبُ لِمَنْ يَصْبر إِلَى أنْ تُمْكِنَهُ الفُرْصَةُ. قَالَ: وَلَمْ أسْمَع بِمِثْلِ أبْيَاتِ المُتَلَمّسُ هَذِهِ حِكَمًا وَأمْثَالًا مِنْ أوَّلِهَا إِلَى آخِرِهَا. يَقُولُ مِنْهَا:
يَدَاهُ أصَابَتْ هَذِهِ حَتْفَ هَذِهِ ... فَلَمْ تَجِدِ الأُخْرَى عَلَيْهَا مُقَدَّمَا
فَلَمَّا اسْتَقَادَ الكَفَّ بِالكَفِّ لَمْ يَكُنْ ... لَهُ دَرَكٌ فِي أنْ تَبِيْنَا فَأحْجَمَا
فَأطْرَق إطْرَاق الشُّجَاعِ. البَيْتُ
يَقُولُ مِنْهَا:
لِذِي الحِلْم قَبْلَ اليَوْمِ مَا تُقْرَعُ العَصَا ... وَمَا عُلِّمَ الإنسانُ إِلَّا لِيَعْلَمَا
إِذَا لَمْ يَزَلْ حَبْلُ القَريْنَينِ يَلْتَوِي ... فَلَا بدَّ يَوْمًا مِنْ قُوًى أنْ تُجَذَّمَا
يُرِيْدُ بِهَذَا القَوْلِ مَا صَنَعَ بِهِ أخْوَالُهُ. يَقُولُ:
أَنَا بِمَنْزِلَةِ مَنْ قُطِعَ إحْدَى يَدَيْهِ. فَإنْ هَجَوْتُهُمْ وَكَافَأتهُمْ بقيمهم كُنْتُ كَمَنْ قَطَعَ يَدَهُ الأُخْرَى، فَبَقِيَ أجْذَمَ فَلِذَلِكَ أمْسَكْت عَنْهُم.
مَعنُ بن أَوسٍ المُزنيُّ: [من الطويل]
10248 - فأَطفأتُ نَارَ الحَربِ بَينِي وبينَهُ ... فأَصبَحَ بَعدَ الحَربِ وَهُو لَنا سلمُ
المُتَنَبِّي: [من الخفيف]
10249 - فاطلبِ العزَّ في لَظًى وَذَر الذُلَّ ... وَلَو كَانَ في جَنانِ الخلُودِ
بَعْدَهُ:
يُقْتَلُ العَاجِزُ الجَبَانُ وَقَدْ يَعْجِزُ عَنْ قَطْعٍ بخنقِ المَوْلُودِ وَيُوَقَّى الفَتَى المِخَشُّ وَقَدْ خَوَّضَ فِي مَاءِ لبَّهِ الصَّنْدِيْدِ.