وَخَصُّوهُ بِهَذَا الاسْمِ دُونَ غَيْرِهِ وَإِنْ كَانُوا يُحَرِّمُونَ غَيْرِهِ لأَنَّهُ أوَّلُهَا وَهُوَ اسْمٌ للشَّهْرِ فَلَا يُقَالُ شَهْرُ المُحَرَّمِ لأنَّ الشَّيْءَ لا يُضَافُ إِلَى نَفْسِهِ وَيُجْمَعُ المُحَرَّمُ مُحَرَّمَاتٌ وَيَجُوزُ فِيْهِ مَحَارِمُ وَمَحَارِيْمُ. وَصَفَرُ هُوَ اسْمٌ للشَّهْرِ أَيْضًا، فَلا يُقَالُ شَهْرُ صَفَرَ، وَسُمِّيَ صَفَرًا لأَنَّهُ وَقَعَ بَعْدَهُ شَهْرٍ حَرَامٍ فانْتُشِرَ فِيْهِ للغَارَةِ فَصفِرَتْ بُيُوتُهُم مِنَ الرِّجَالِ وَالخَيْرِ، وَقِيْلَ سُمِّيَ صَفرًا لأَنَّهُ كَانَتْ تَصْفُرُ فِيْهِ الأشْجَارُ وَتُجْمِعُ أصْفَارًا لِمَا كَانَ دُوْنَ العَشَرَةِ فَإِذَا كَثُرَتْ فَهِيَ الصِّفَارُ وَالصُّفُورُ. وَأَمَّا شَهْرَا رَبِيع فرَبِيعٌ اسْمٌ لِلْوَقْتِ وَلَيْسَ بِاسْمٍ لِلشَّهْرِ فَلِذَلِكَ أُضِيْفَ شَهْرٌ إلَيْهِ وَسُمِّيَا بِذَلِكَ لارْتِبَاعِ القَبَائِلِ فِيْهِمَا أي لِمَقَامِهِمْ، وَقِيْلَ سُمِّيَا بِهِ لِطِيْبِ وَقْتِهُما فَإِذَا أُرِيْدَ جَمْعُهُمَا جُمِعَ أَحَدُ الاسْمَيْنِ، وَكَذَلِكَ التَّثْنِيَةُ فَيُقَالُ: رَبِيْعَانِ وَأرْبِعَةٌ وَرُبُعٌ، أو يُقَالُ: شَهْرَا رَبِيعٍ وَشُهُورُ رَبِيْعُ. وَأَمَّا جُمَادَى فَهْوَ اسْمٌ لِلشَّهْرِ فَلَا يُقَالُ شَهْرُ جُمَادَى، وَجُمَادَى اسْمُ مُؤَنَّث وَالألِفُ فِي آخِرِهِ لِلتَّأنِيْثِ فَلَا يِنْصَرِفُ فِي مَعْرِفَةٍ وَلَا نَكِرَةِ وَسُمِّيَا جُمَادَيْنِ لِجُمُودِ المَاءِ فِيْهِمَا وَقْتَ وَضْعِ التَّسْمِيَةِ لَهُ بِهَذَا الاسْمِ، وَذَلِكَ فِي صَبَارَّةِ القرِّ ثُمَّ تَغَيَّرَ الوَقْتُ بَعْدَهُ نُقْصَانِ الأهِلَّةِ. وَرَجَبٌ اسْمٌ لِلشَّهْرِ فَلَا يُقَالُ شَهْرُ رَجَبَ وَسُمِّيَ رَجَبًا لِتَعْظيْمِهِم إيَّاهُ وَالمُرَجَّبُ المُعَظَّمُ المُبَجَّلُ، وَسُمِّيَ الأصَمُّ لأَنَّهُ لَا يُسْمَعُ فِيْهِ قَعْقَعَةُ سِلَاحٍ وَتُبْدَلُ مِنَ المِيْمِ البَاءُ لِقُرْبِ مَخْرِجَيْهِمَا فَيُقَالُ الأصَبُّ وُيُسَمَّى أَيْضًا مُنْصِلَ الآلِ، وَالآلُ جَمْعُ آلَةٍ وَهِيَ الحَرْبَةُ وَمَنْصِلَ الأسِنَّةِ، لأنَّهُمْ كَانُوا يَنْزَعُونَ الأسِنَّةَ فِيْهِ، فَيُقَالُ أنْصَلْتُ السِّنَانَ إِذَا نَزَعْتَهُ، وَيُجْمَعُ فِي القِلَّةِ عَلَى أرْجَابٍ، وَفِي الكثْرَةِ عَلَى الرِّجَابِ وَالرُّجُوبِ. وَشَعْبَان اسْمٌ لِلشَّهْرِ فَلَا يُقَالُ شَهْرُ شَعْبَانَ، وَسُمِّيَ بِهِ لانْشِعَابِ القَبَائِلِ فِيْهِ وَتَفَرُّقِهِم فَكُلٌّ يَلْحَقُ بِقَوْمِهِ وَبِلادِهِ وَقِيْلَ بَلْ سُمِّيَ شَعْبَانَ لِتَشَعُّبِ الشَّجَرِ فِيْهِ لأنَّ بَعْدَ جُمُودِ المَاءِ جَرَيَانُ المَاءِ فِي العُوْدِ وَيُجْمَعُ عَلَى شَعْبَانَاتٍ وَيَجُوزُ شِعَابٌ. وَرَمَضَانُ سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنَّهُ وَقَعَ فِي شَهْرٍ شَدِيْدِ الحَرِّ فَالرَّمَضَانُ كَالوَهَجَانِ وَالوَقَدَانِ، فَلِذَلِكَ يُقَالُ شَهْرُ رَمَضَانَ وَاشْتِقَاقِهِ مِنَ الرَّمْضَاءِ وَهُوَ الحَصا إِذَا أصَابَهُ حَرُّ الشَّمْسِ عِنْدَ الهَاجِرَةِ فَحَمِيَ وَيُجْمَعُ رَمَضَانَاتٌ وَقِيْلَ رَمَاضِيْنُ وَهِيَ رَدِيْئَةٌ وَأرْمِضَةٌ وَرِمَاَضٌ بِحَذْفِ الزَّوَائِدِ. وَشَوَّالٌ سُمِّيَ بِذَلِكَ لأنَّ الإبْلَ تَقِلُّ ألْبَانُهَا فِيْهِ. يُقَالُ نَاقَةٌ شَايِلَهٌ بِالهَاءِ إِذَا ارْتَفَعَ لَبَنُهَا وَالجمْعُ شَوْلٌ. وَقِيْلَ: كَانَتْ الإبِلُ شَوْلٌ فِيْهِ بِأذْنَابِهَا أي تَحْمِلُ فَتَرْفَعُ أذْنَابهَا. وَذُو القِعْدَةِ سُمِّيَ لأنَّهُمْ كَانُوا