سَرَى هَمِّي فبَاتَ لَهُ غَوَاشٍ ... كَأَنَّ الهَمَّ مَوْعِدُهُ فِرَاشِي
فَذُدْ عَنْكَ الهُمُومَ بِأمْرِ حَزْمٍ ... كَمَا زِيْدَتْ عَنْ الشَرِعِ المَوَاشِي
وَأصْدِرُهَا إِذَا وَرَدَتْ طُرُوْقًا ... بِرَأْيٍ مِنْ زَمَاعِكَ وَانْكِمَاشِ
وَإِنْ أعَيَى عَلَيْكَ الصَّعْبُ يَومًا ... فرضهُ بِالحِزَامِ وَبَالحِشَاشِ
وَدع عَنْكَ القَوَارِصَ حِيْنَ يَنْمَى ... فَإنَّ البِئْرَ يَفْعَمُ بالرَّشَاشِ
وَلَا تَبْذِلْ بِسِرِّكَ كُلُّ سرٍّ ... إِذَا مَا جَاوَزَ الاثَنيْنِ فَاشِ
وَإِنْ وَاشٍ لَدَيْكَ بَغَى صدِيْقًا ... فَلا تَدَعِ الصَّدِيْقَ لِقَوْلِ وَاشِ
وَلَا تَأسَفْ عَلَيْهِ إِذَا تَوَلَّى ... وَلَا تَكُ حِيْنَ تَجْمُعُ ذَا انْحِيَاشِ
وَلَا تَكُ حِيْنَ يذْكرُ أهْلُ غشٍّ ... لإخوَانِ المَوَدَّةِ وَاغْتِشَاشِ
وإنْ هَشَّ الكِرَامُ إِلَى المعالي ... فَكُنْ حُرَّ الضَّرِيْبَةِ ذَا اهْتِشَاشِ
وَلَا تَكُ وَاقِفًا فِي كُلِّ شَيْءٍ ... كَكَلْبِ السُّوءِ يُوْلَعُ بِالهِرَاشِ
وَلَا تَصْحَبْ قَرِيْنَ السُّوءِ وَانْظُرْ ... لِنَفْسِكَ مَنْ تُجَالِسُ أو تُمَاشِي
وَكُنْ فِي الرَّدع ذَا ثبْتٍ وَقَهْرٍ ... إِذَا نَهَضُ الكِبَاشُ إِلَى الكِبَاشِ
وَلَا تَنْسَ الحقُوقَ إِذَا تَعَاشَى ... عنِ الحَقِّ المُبِيْنِ ذَوُو التَّعَاشِ
وَمَنْ يَنْعشْ مَلِيْكُ النَّاسِ يَنْعشْ ... وَمَنْ يخفضْ فَلَيْسَ بِذِي انْتِعَاشِ
وَيَخْشَى المَرْءُ مَا لا بُدَّ مِنْهُ ... وَلَا يَنْجُو مِنَ الحَدَثَانِ خَاشِ
وَكَمْ غَالَ الحَوَادِثُ مِنْ ملُوكٍ ... لَهُمْ رِيْش يَزِيْدُ عَلَى الرِّيَاشِ
فَمَا دَفَعَ الحَوَاشِي المَوْتَ عَنْهُم ... وَلَا دَفَعَ الملُوكُ عَنِ الحَوَاشي
فَأجْلُو عَنْ مَسَاكِنَ فَارَقُوهَا ... كَمَا جَلَتِ الفِرَاخُ عَنِ العِشَاشِ
وَقَدْ أعْشَى هَوَى الدُّنْيَا رِجَالًا ... فَصَارُوا فِي الجِّهَالَةِ كَالفَرَاشِ
وَقَدْ يَشْفِي الصَّوَابُ صُدُورَ قَوْمٍ ... كَمَا يُشْفِي الشَّرَابُ صدَى العِطَاشِ
8767 - سَرِيعٌ إِلَى ابنِ العَمِّ يَشتِمُ عِرضَهُ ... وَلَيسَ إِلَى دَاعِيْ النَّدَى بِسَرِيعِ