وَمِن بَابِ (رِضَاكَ) قَوْلُ جَحْظَة البَرمَكِيّ (?):
رِضَاكَ رضَايَ الَّذِي تُوثرُ ... وَسرُّكَ لسَرِّي فَمَا أُظْهِرُ
وقَالَ العَبَّاسُ بنُ الأحْنَفِ عَلَى الرّوي (?):
أمِنِّي تَخَاف انْتِشَارَ الحَدِيْثِ ... وَحَظِّي فِي سِتْرِهِ أوْفَرُ
وَلَو لَمْ يَكُنْ لِي بُقِيَا عَلَيْكَ ... نَظَرْتُ لِنَفْسِي كَمَا تَنْظُرُ
قِيْلَ بَعَثَ سَيْف الدَّوْلَةِ إِلَى المُتَنَبِّي رَسُولًا مسْتَعجِلًا يُشِيْرُ إلَيْهِ بِأنْ يُجِيْزُ بَيْتَي العَبَّاسِ بنِ الأحْنَفِ سَرِيْعًا فَقَالَ المُتَنَبِّي (?):
كَفَتْكَ المرُوءَةُ مَا تَقِي ... وَآمَنَكَ الوُدُّ مَا تَحذَرُ
وَسِرُّكُم فِي الحَشَا مَيِّتٌ ... إِذَا نشُرَ السِّرُّ لا يُنْشَرُ
كَأنِّي عَصَتْ مُقْلَتِي فِيْكُم ... وَكَاتَمَتِ القَلْب مَا تُبْصِرُ
وَإفْشَاءُ مَا أَنَا مُسْتَوْدَعٌ ... مِنَ الغَدرِ والحُرُّ لا يَغْدِرُ
إِذَا مَا قَدرتُ عَلَى نَطْقَةٍ ... فَإنِّي عَلَى تَركِها أقْدَرُ
أصرِّفُ نَفْسِي كَمَا أشْتَهِي ... وَأفلِكُها وَالقَنَى أحْمَرُ
8415 - رِضَاكِ هُوَ الدُّنيا وَوَصلُكِ عِزُّهَا ... وَهَجرُكِ مَقرون بِكُلِّ هوَانِ
بَعْدَهُ:
كَذَبتكَ مَا قُلْتُ الَّذِي أنْتَ أهْلُهُ ... بَلْ لَمْ يَنَلْ مَا فَوْقَ ذَاكَ لِسَانِي
8416 - رِضوانُ إِن أنتَ إِذَا رَضيتَ ... وَجَنَّةٌ وَإِذَا غَضِبتَ فَمَالِكٌ وَالنَّارُ
8417 - رَضُوا بِصِفَاتِ مَا عَدِمُوهُ جَهلًا ... وَحُسنِ القَولِ مِن حُسنِ الفِعَالِ