وَإبَاءً للدَّنِيَّاتِ إِذَا ... أُعطِيَ المَكثُور ضَيْمًا فَكَنَع
وَبِنَاءً لِلمَعَالِي إِنَّمَا ... يَرْفَعُ اللَّهُ مَنْ شَاءَ وَضَع
نِعْمَةٌ للَّهِ فِيْنَا ربَّهَا ... وَصَنِيْعُ اللَّهِ وَاللَّهِ صَنَع
كِيْفَ بِاسْتِقْرَارِ حُرِّ شَاحِطٍ ... بِبِلادٍ لَيْسَ فِيْهَا مُتَّسَع
لا يرِيْدُ الدَّهْرَ عَنْهَا حِوَلًا ... جُرِع المَوْتِ وَلِلمَوْتِ جُرَع
رُبَّ مَنْ أنْضَجْتُ غَيْظًا كَبْدَهُ. البيت وبَعْدَه:
وَيَرَانِي كَالشَّجَى فِي حَلقِهِ ... عَسِرًا مَخْرَجُهُ مَا يُنْتَزَع
مَزِيْدًا يَخْطرُ مَا لَمْ يَرَنِي ... فَإِذَا أسْمَعْتهُ صَوْتِيَ انْقَمَع
لَمْ يَضُرّنِي غَيْر أنْ يَحْسدَنِي ... فَهُوَ يَزْقُو مِثْلَ مَا يَزْقُوُ الضُّوَع
وَيُحَيِّنِي إِذَا لا قَيْتهُ ... وإذَا يَخْلُو لَهُ لَحْمِي رَتَع
مُسْتَسِرُّ الشَّنِّ لَو يَفقدنِي ... قَدْ بَدَا مِنْهُ ذُبَابٌ فَنَبَع
قَدْ كَفَانِي اللَّهُ مَا فِي نَفْسِـ ... ــــه وَمَتَى مَا يَألَفُ شَيْئًا لا يُضع
وَعَدُوٍّ جَاهِلٍ نَاضَلْتهُ ... فِي تَرَاخِي الدَّهْرِ عَنْكُم وَالجُمَع
فَتَسَاقَيْنَا بِمرٍ نَافِعٍ ... فِي مَقَامٍ لَيْسَ يثنِيْهِ الوَرَع
فَارْتَمَيْنَا وَالأعَادِي شُهَّدٌ ... بِنِبَالٍ ذَاتِ رَسْمٍ قَدْ نَقَع
بِنِبَالٍ كُلّها مَذْروبَةٌ لَمْ ... يُطِقْ صنعَتهَا إِلَّا صَنَع
وَتَحَارصْنَا وَقَالُوا إِنَّمَا ... يَنْصُرُ الأقْوَامُ مَن كَانَ ضَرَع
ثُمَّ وَلَّى وَهُوَ لا يَحْمِي أستَهُ ... طَائرُ الأتْرَافِ عَنْهُ قَدْ وَقَع
سَاجِدُ المَنْخَرِ لا يَرْفَعَهُ ... خَاشِعَ الطَّرْفِ أصَمَّ المُسْتَمع
فَرَّ مِنِّي هَارِبًا لا يَنْفَعهُ ... مُوقِرَ الظَّهْرِ ذَلِيْلَ المُتَّضَع
وَرَأى مِنِّي مَقَامًا صادِقًا ... ثَابِتَ المَوْطِنِ كَتَّامَ الوَجَع
وَلِسَانًا صَيْرَفًا صَارِمًا ... كَحُسَامِ السَّيْفِ مَا مَسَّ قَطَع
كِيْفَ يَرْجُونَ سقَاطِي بَعْدَمَا ... جَلَّلَ الرَّأسَ مَشِيْبٌ وَصَلَع
سَاءَ مَا ظَنُّوا وَقَد أبْلَيْتهُمْ ... عِنْدَ غَايَاتِ المَدَى كَيْفَ أقَع