وَبَعْدَهُ:
كَانُوا إِذَا مَدَحُوا رَأوُا ... مَا فِيْهِم فَالأرْيَحِيَّةُ مِنهُمُ بِمَكَانِ
8167 - ذَهَبَ الَّذينَ هُمُ الثِقاتُ أُحِبُهُم ... لَم يَبقَ إِلَّا شامِتٌ أَو حاسِدُ
بَعْدَهُ:
وَإِذَا صَفَا لَكَ مِن زَمَانِكَ وَاحِدٌ ... فَهُوَ المُرَادُ وَأيْنَ ذَاكَ الوَاحِدُ
قال كَاتِبُهُ عَفَا اللَّهُ عَنْهُ: وَجَدتُ البَيْتَيْنِ الأخِيْرَيْن وَهُما: ذَهَبَ الَّذِيْنَ تَهُزّهُم. البَيْتَان مَنْسُوبَان إِلَى مُرهمِ الدَّوْلَةِ غَازِي القَاصدِيّ المَعَرِّيّ وَفَاتهُ فِي صَفَر سَنَةَ 487 هـ.
8168 - ذَهَبَ الَّذينَ هُمُ الغِياثُ المُنزَلُ ... وبَقيَ الَّذينَ هُمُ العَذَابُ المُرسَلُ
بعدَهُ:
وتقطَّعت أَرحامُ أَهلِ زَماننَا ... فكَأنَّما خَلَفَت بأَن لَا تُوصَلُ
لَبِيدٌ:
8169 - ذَهَبَ الَّذينَ يُعاشُ فِي أَكنافِهِم ... وَبَقيتُ فِي خَلفٍ كَجلدِ الأَجربِ
أبيَاتُ لَبِيْدٍ يرْثِي أخَاهُ أربَدُ، أوَّلَها:
فقَضِّ اللُّبَانَةَ لا أبَالَكَ وَاذْهب ... وَالحَقْ بِأسْرَتكَ الكِرَامُ الغُيَّبِ
ذَهَبَ الَّذِيْنَ يُعَاشُ فِي أكْنَافِهِم. البيت وبَعدَه:
فيَتَحَدَّثُونَ مَخَانةً وَمَلاذَةً ... وَيُعَابُ قَائِلُهُم وَإِنْ لَمْ يَشْغَبِ
فيَا أربَدَ الخَيْر الكَرِيْمِ جُدُوده ... خَلَّيْتَنِي بقِرنٍ أعْضَبِ
فإنَّ الرَّزِيَّةَ لا رَزِيَّةَ مثلَهَا ... فِقْدَانُ كُلّ أَخٍ كَضَوْءِ الكَوْكَبِ
تَمثَّلَت عَائِشَةُ رَضيَ اللَّهُ عَنْها بِهذِهِ الأبيَاتِ. وَيُروَى قَوْلُ لَبيْدٍ: يَتَحَدَّثُونَ خَلابَةً وَمَلاذَةً. المَخَانَةُ مِنَ الخِيَانَةِ وَالخِلابَةُ مِنَ المُخَادَعَةِ، وَالملاذةُ مِن قَوْلهُم: مَلَذَ لَهُ