المُتَنَبِّي:
7852 - خَلِيْلَيَّ مَا هَذَا مُنَاخًا لِمِثْلِنَا ... فَشُدَّا عَلَيْهَا وَارحَلا بِنَهَارِ
قَبْلَهُ:
بَقِيَّةُ قَوْمٍ آذنوا بِبَوَارِ ... وأنْضَاءِ أسْفَارٍ كَشُرْبِ عُفَارِ
تَرَكنَا عَلَى حُكْمِ الرِّيَاحِ بِمَسْجِدٍ ... عَلَيْنَا لَهَا ثَوْبِي حَصًا وغُبَارُ
خَلِيْلَيَّ مَا هذَا مَنَاخًا لِمِثْلِنَا البَيْت وبَعدَهُ:
وَلَا تُنْكِرْ عَصْفَ الرِّيَاحِ فَإِنَّهَا ... قِرَى كُلِّ ضيْفٍ بَاتَ عِنْدَ سوارِ
ومِن بَابِ (خَليليَّ) قَول الرّضِي الموسَوِي وهي طويلَةٌ هذا منتَخبُها: وقَد وَرَد بَعضُها ببَاب. (إِذَا لَم أجد بدًا منَ السَيفِ شمتُهُ) (?):
خَلِيليَّ مَا يثنِي منَ الوَجدِ عَبرَةٌ ... وَهَل تَرجع الأيّامُ مَا كَانَ مَاضِيَا
ومَا أدّعي أنّي بَرِيءٌ من الهَوى ... وَلكنَّنِي مَا يَعلَمُ القَومُ مَا بيَا
وَغيري يَستنشِي الرّياحَ صَبابَةً ... ويُنشي عَلَى طُولِ الفراق القوافِيا
أَلا لَيتَ شعري هَل أَرَى غير مُوجَعٍ ... وَهَل أَلقَينْ قلبًا منَ الوَجدِ خَاليَا؟
بأَيّ جِنَانٍ فَارغ أَطلُب العُلَى ... وأطمعُ سَيفي أَن يُبيدَ الأعَادِيا؟
إِذَا كُنتُ أُعطِي النفسَ في الحبِّ حُكمَها ... وأُودعُ قَلبي وَالفؤادَ الغَوانيا
وكُنتُ إِذَا ألتَاثُ الصَّدِيقُ قَطعتُهُ ... وإِن كَان يومًا رايحًا كُنتُ غادِيَا
سَجِيَّةَ مضّاءٍ عَلَى مَا يُريدُهُ ... مُقَضٍّ عَلَى الأَيامِ مَا كَانَ قَاضيَا
أرى الدَّهرَ غَصَّابًا لما ليس حقُّهُ ... فلَا عَجبٌ أَن يَستَرِدَّ العَوَارِيَا
ومَاَ شِبتُ من طُولِ السِّنينَ وإِنَّمَا ... غُبارُ حُروبِ الدَّهرِ غطَّى سَوادِيَا
أَرَى الموتَ دَاءَ لَا يُسلّ غليلهُ ... ومَا اعتلَّ من لاقَى منَ الداءِ شَافِيَا
يُحرِّكُنِي مَن مَاتَ لي بسُكونِهِ ... وتجديدُ زُهدي أَن أَرَى المرءَ بَاليَا