شَعرُ رأسه ليبعث بالغلام إلى هولاكو، فيحلق رأسه ليقرأ الرسالة التي تدل على فجوات بغداد التي يسهل عليه أن يحتلها من خلالها (?).

ومع كلِّ هذه الأساطير التي يكفي أن يُكذِّبها إن لم يكن يضحك منها شيءٌ واحدٌ هو أنَّه لم يزعم أحدٌ حتّى اليوم أن هولاكو كان يعرف العربية، تجد أنّ كثيرًا من المؤرخين العرب، وأشباههم يقرِّرون خيانة ابن العلقمي على أنّها شيءٌ لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.

وأقول: إنّه لم يكن يعرف العربية وأترك لك تقدير نوع الحبر العبقري الذي كتب به ابنُ العلقمي رسالته بحيث لم تؤثِّر فيه الموسى التي حلق بها الحلّاق البارع هولاكو، أو أحدُ أعوانه من الحلّاقين الماهرين رأس هذا الغلام المسكين، فاستطاع أن يقرأ الرسالة! ! ! وأترك لك أشياء أخرى من قبيل ما يستوعبه قحف الرأس من رسالة مكتوبة بخطٍّ واضحٍ مقروء، ومن قبيل أمثاله.

ومع كلٍّ هذا فالمؤرخون مُصدِّقون بحسِّهم التأريخي أو بحسٍّ آخر أنَّ بغداد سقطت بخيانة ابن العلقمي لخليفته المستعصم باللَّه، ولكنّنا نجد عند صاحبنا ابن أيْدَمر ما يُناقض هذا التصديق.

* * *

محمَّد بن أيدمر (?):

هو فلك الدين، أبو نصر، محمد بن سيف الدين أيدمر بن عبد اللَّه المستعصي.

الأمير، الكاتب، الأديب من أبناء الأمراء، الأعيان العظماء (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015