7584 - حَمَدتُ الَّلَيَالِي حِينَ فَرَّقن بَينَنا ... أَلا رُبَّمَا فَرَّجنَ كَربَ حَزينِ
أَبُو خراشٍ الهُذليُّ:
7585 - حَمَدتُ إِلّهِي بَعدَ عُروَةَ إِذ نَجَا ... خِرَاشٌ وَبَعضُ الشَرِّ أَهوَنُ مِن بَعضِ
كَانَ مِنْ حَدِيْثِ أَبِي خَرَاشٍ واسْمُهُ خُوَيْلِد بن ضمْرَةَ أَنَّهُ خَرَجَ خَرَاشٌ وَعُرْوَةَ بن ضُمْرَةَ هَذَا وَلَدُهُ وهذا أخُوهُ فَانْحَازَا عَلَى ثَمَالَةَ فَنَذَرَ بِهُمَا حَيَّانِ مِنْ ثَمَالَةَ فَقَالَ لأحَدِهُمَا بَنُو دَارِمٍ وَالآخَرُ بَنُو هِلالٍ فَأخَذُوهُمَا فَأَمَّا بَنُو هِلالٍ فَأخَذُوا عُرْوَةَ بن ضَمْرَةَ فَقَتَلُوهُ وَأَمَّا بَنُو دَارِمٍ فَأخَذوا خُرَاشًا وَأرَدُوا قَتْلَهُ فَألْقَى رَجُلٌ مِنْهُمُ ثَوْبًا وقَالَ انجُهُ ففَحصَ كَأَنَّهُ ظَبْيٌ وَأتْبَعَهُ القَومُ فَفَاتَهُم وَأَتَى أبْاهُ فَأخْبَرَهُ فَقَالَ: ألْقَى عَلَيَّ بَعْضهُم ثَوْبًا؟ فَقَالَ: هَلْ تَعْرِفُهُ؟ قَالَ: لا. فَقَالَ أَبُو خُرَاشٍ: يَذْكرُ ذَلِكَ وَيَرثي أخَاهُ:
حَمَدْتُ إلَهِي بَعْدَ عُرْوَةَ. البيتُ وَبَعْدَهُ:
فَوَاللَّهِ لا أنْسَى قَتِيْلًا رَزَيْتُهُ ... بِجَانِبِ قَوْسي مَا مَشَيْتُ عَلَى الأرْضِ
قوسَى: بلد بالسراه تحله بمثالهِ.
عَلَى أنَّها تَغْفُو الكُلُومُ وَإِنَّمَا ... نُوَكَّلُ بالأدْنىَ وَإِنْ جَلَّ مَا يَمْضي
وَلَمْ أدْرِ مَنْ ألْقَى عَلَيَّ رِدَاؤَهُ ... عَلَى أنَّهُ قَدْ سَلَّ مِنْ مَاجِدٍ مَحْضِ
وَلَمْ يَكُ مَثْلُوجَ الفُؤَادِ مُهَبَّجًا ... أَضَاعَ الشَّبَابَ فِي الرَّيلَةِ والخَفْضِ
وَلَكِنَّهُ قَدْ نَازَعَتْهُ مَخَامِص ... عَلَى أَنَّهُ ذُو مَرَّةٍ صادِقُ النَّهْضِ
كَأنَّهُم يُشَبِّثُونَ بِطَائِرٍ خَفِيْفِ ... المُشَاشِ عَظمُهُ غَيْرُ ذِي نَحْضِ
(النَّحض: اللَّحم)
بعدَهُ:
بَيَادِرُ قُرْبَ اللَّيْلِ فَهْوَ مُهَايِدٌ ... يَحُثُّ الجَنَاحَ بَالتَّبَسُّطِ وَالقَبْضِ
قَالُوا وَكَانَ أَبُو خَرَاشٍ وَوَلَدُهُ الَّذِيْنَ إِذَا فَرُّوا لا يَلحقُ شَدَّهُم أحَدٌ.