حَتَّى انْتَهَى فِيْهَا إِلَى قَوْلِهِ:
إِلَى الحَسَنِ البَانِي المَعَالِي سَمَتْ بِنَا ... عَوَالِي المُنَى حَيْثُ الحَيَا المُتَظَاهِرُ
إِلَى الأمَلِ المَبْسُوطِ وَالأجَلِ الَّذِي ... بِأعْدَائِهِ تَكْبُو الحُدودُ العَوَاثِرُ
فَتَى أنْبَعَتْ عَيْنَ المَكَارِمِ كَفُّهُ ... يَقُومُ مَقَامَ القَطْرِ وَالرَّوْضِ دَاثِرُ
تَعَصَّبَ تَاجَ المِلْكِ فِي عُنْفُوانِهِ. البيتُ وَبَعْدَهُ.
تُعَظِّمُهُ الأوهَامَ قَبْلَ عِيَانِهِ ... وَيَصْدُرُ عَنْهُ الطَّرْفُ وَالطَّرْفُ حَاسِرُ
بِهِ تُجْتَنَى النُّعْمَى وَتُسْتَدْرَكُ المُنَى ... وَتُسْتَكْمَلُ الحُسْنَى وَتُرْعَى الأوَاصرُ
أهَابَ بنَا دَاعِي نَوَالِكَ مُؤذِنًا ... بِجُودِكَ إِلَّا أَنَّهُ لا يُحَاورُ
وَلَمَّا رَأَى اللَّهُ الخَلافَةَ قَدْ وَهَتْ ... دَعَائِمُهَا وَاللَّهُ بِالأمْرِ خَابِرُ
بَنَى بِكَ أرْكَانًا عَلَيْهَا مُحِيْطَةً ... وَسَقْفَ سَمَاءٍ أنْشَأتْهُ الحَوَافِرُ
وَلَو لَمْ تَكُن إِلَّا بِنَفْسِكَ فَاخِرًا ... لَمَا نُسِبَتْ إِلَّا إلَيْكَ المَفَاخِرُ
قَالَ: فَطَربَ أَبُو مُحَمَّدٍ حَتَّى نَزَلَ عَنْ سَرِيْرِهِ إِلَى الأرْضِ، وقَالَ: أحْسَنْتَ وَاللَّهِ وَأجْمَلْتَ وَلَو لَمْ تَقُل قَطْ وَلَا تَقُولُ فِي بَاقِي دَهْرِكَ إِلَّا هَذَا لَمَا احْتَجْتَ إِلَى القَوْلِ بَعْدَهُ وَأمَرَ لَهُ بِخَمْسَةِ آلافِ دِيْنَارٍ.
البُحتري يخاطب أحمد بن سُلَيمان:
6768 - تَعَصَّبْ لِلْسَّمِيِّ أَخًا وَوُدًّا ... فَقَد يَجِبُ التَعَصُّبُ للسَّمِي
مَحمودٌ الوَّراقُ:
6769 - تَعصي الإِلَهَ وَأَنتَ تُظهِرُ حُبَّهُ ... هَذَا مُحالٌ في القِياسِ بَديعُ
بَعْدَهُ:
لَو كَانَ حُبُّك صَادِقًا لأطَعْتَهُ ... إِنَّ المُحِبَّ لِمَن أحَبَّ مُطِيعُ
وَيُرْوَيَانِ لإبْرَاهِيمِ المُهَلَّبِيّ.