يَقُولُ الخبزرُزيّ مِنْهَا (?):

تُرَاكَ عَلَى الأعْدَاء تُظْهِرُ رِقَّةً ... إِذَا كَانَ فِي الأحْبَابِ قَلْبُكَ قَاسِيَا

وَيَبْقَى الهَوَى بَيْنَ الخَلِيلَيْنِ وَالرِّضَا ... سَلَيمَيْنِ مَا دَامَ التَّعَاتُبِ بَاقِيَا

كَمَا لَسْتُ أرْضَى للصَّدِيْقِ تَلَوُّنِي ... كَذَا لَسْتُ مِنْهُ بِالتَّلَوُّنِ رَاضِيَا

وَوَاللَّهِ مَا عَاتَبْتُ إِلَّا لِرَغْبَةٍ ... وَأنْ لا يَحُول الوُدُّ مِنِّي تَعَالِيَا

وَمَا أنْتَ إِلَّا مِثْل عَيْنِي فَكَيْفَ لا ... أكُونُ لِعَيْنِي بِالتَّعَهُّدِ وَاقِيَا

وَمَنْ لَمْ يُعَاتِب فِي التَّوَانِي خَلِيلَهُ ... وَأمْلَى لَهُ صَارَ التَّوانِي تَنَائِيَا

قَالَ أَبُو الحُسَيْن خَلِيْل بن المُحْسِن لَمَّا نَكَبَ أَبُو الحَسَن بن الفُرَاتِ أبَا عَلِيّ ابن مُقْلَةَ قَالَ أَبُو عَبْدُ اللَّهِ مُحَمَّد بن إسْمَاعِيْل الكَاتِب المَعْرُوف بِابن زنْجِيّ لَمْ أدْخُل إلَيْهِ فِي مَحْبَسِهِ وَلَا كَاتَبْتهُ بِالتَّوَجُّعِ مِنْ مِحْنَتِهِ مَعْ مَا كَانَ بَيْنَنَا مِنَ المَوَدَّةِ وَالحَالِ المُتَأكِّدَة إشْفَاقًا مِنْ ابن الفُرَاتِ فَلَمَّا طَالتْ بِهِ النَكْبَةِ كَتَبَ إلَيَّ رِقْعَةً أوَّلُهَا:

تَرَى حُرِمَت كُتُبُ الإخْلاءِ بَيْنَهُم. البيتُ وَبَعْدَهُ:

فَمَا كَانَ لَو سَألْتَنَا كِيْفَ حَالنَا ... وَقَدْ دَهَمَتْنَا نَكْبَة هِيَ مَا هِيَا

فَهَبْكَ عَدُوِّي لا صَدِيْقِي فَرُبَّمَا ... رَأيْتَ الأعَادِي يَرْحَمُونَ الأعَادِيَا

صدِيْقكَ مَنْ رَاعَاكَ عِنْدَ شَدِيْدَةٍ ... فَكُلّ تَرَاهُ فِي الرَّخَاء مُرَاعِيَا

الأبْيَاتُ الأرْبَعَةُ ثُمَّ أتبعَ ذَلِكَ بِأنْ قَالَ قَدْ أنَفَذْتُ طَي هَذِهِ رِقْعَةً إِلَى الوَزِيْرِ أيَّدَهُ اللَّهُ اسأل عرضها فِي وَقْتٍ لا يَحْضرُه أَبُو أحْمَد المُحسّنُ ابنُهُ فَقَرَأتُ الرُّقْعَة فَإِذَا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ أقْصَرْتُ أطَالَ اللَّهُ بَقَاءَ الوَزِيْر عَن الشَّكْوَى حَتَّى تَنَاهَت البَلْوَى فِي النَّفْسِ وَالمَالِ وَالجِسْمِ وَالحَالِ إِلَى مَا فِيْهِ شَفَاءٌ لِلْمُنْتَقِم وَتَقْوِيْمٍ لِلْمُجْتَرِم حَتَّى أفْضَيْتُ إِلَى الحَسْرَة وَالتَّبَلُّد وَأفْضَى عيالي إِلَى البَذلة والتلدُد وَمَا أقُولُ أَنَّ حَالًا أتَاهَا الوَزِيْرُ أيَدَهُ اللَّهُ فِي امْرِئٍ ألا بحَقٍ وَاجِبٍ وَظنٍّ صَادِقٍ غَيْرَ كَاذِبَ وَعَلى كُلِّ حَالٍ فَلِي ذَمَامٌ وحرمَةٌ وصُحبةٌ وَخِدْمَةٌ إِنْ كَانَت الإسَاءَةُ إضَاعَتْهَا فَرِعَايَةُ الوَزِيْر أيَّدَهُ اللَّهُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015