المُتنَبِّي: [من الخفيف]

5108 - إِنَّمَا أَنْتَ وَالِدٌ وَالأَبُ القَا ... طِعُ أَحْنَى مِنْ وَاصِلِ الأَوْلَادِ

أَبْيَاتُ أَبِي الطَّيِّبِ يَمْدحُ كَافُوْرَ وَيَذْكُرُ الصُّلْحَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ مَوْلَاهُ مِنْ قَصِيْدَةٍ أَوَّلُهَا:

حَسَمَ الصُّلْحُ مَا اشْتَهَتهُ الأَعَادِي ... وَأَذَاعَتْهُ أَلْسُنُ الحُسَّادِ

أَرَادَتْهُ أَنْفُسٌ حَالَ تَدْبِيْرُكَ ... مَا بَيْنهَا وَبَيْنَ المُرَادِ

صَارَ مَا أَوْضعَ المُحِبُّوْنَ فِيْهِ ... مِنْ عِتَابٍ زِيَادَةً فِي الودَادِ

وَكَلَامُ الوُشَاةِ لَيْسَ عَلَى الأَحـ ... ـــبابِ سُلْطَانَهُ عَلَى الأَضْدَادِ

إِنَّمَا ينجح المَقالة فِي المَرْءِ ... إِذَا صَادَفَتْ هَوًى فِي الفُؤَادِ

وَأَشَارَتْ بِمَا أَتَيْتَ رحاب ... كُنْت أَهْدَى مِنْهَا إِلَى الإِرْشَادِ

قَدْ يُصِيْبُ الفَتَى المشِيْرُ وَلَمْ يَجْهد ... ويسوى الصَّوَاب بَعْدَ اجْتِهَادِ

نِلْتُ مَا لَا يُنَالُ بِالبيْضِ وَالسُّمْرِ ... وَصُنْتَ الأَروَاحَ فِي الأَجْسَادِ

وَإِذَا الحِلْمُ لَمْ يَكُن فِي طَبَائِعٍ ... لَمْ يُحَلّم تَقَادُمِ المِيْلَادِ

إِنَّمَا أَنْتَ وَالِدٌ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ:

هلَا عَدَا الشَّرُّ مَنْ بَغَا لَكُمَا الشَّرَّ ... وَخَصَّ الفَسَادُ أَهْلَ الفَسَادِ

أَنْتُمَا مَا أنْفَقْتُمَا الجِّسْمُ وَالرُّوْحُ ... فَلَا أحْتَجْتُمَا إِلَى العُوَّادِ

إِذَا كَانَ فِي الأَنَابِيْبِ خُلْفٌ ... وَقَعَ الطَّيْشُ فِي صُدُورِ الصِّعَادِ

مَنَعَ الودُّ وَالرّعَايَةُ وَالسّؤْدَدُ ... أَنْ تَبْلُغَا إِلَى الأَحْقَادِ

حُقُوْقٌ تُرَقِّقُ القَلْبُ ... ضُمنت قُلُوْب الجمَادِ

فغدا الملْكِ بَاهِرًا مَنْ رَآهُ ... شَاكِرًا مَا أَتيْتُمَا مِنْ سَدَادِ

هَذِهِ دَوْلَةُ المَكَارِمِ وَالرَّحْمَةِ ... وَالمَجْدِ وَالنَّدَى وَالأَيَادِي

كَرِيْمُ الدَّهْرِ كنها عَنْ أَذَاهَا ... بِفَتًى مَارِدٍ عَلِيّ المُرَادِ

[مُتلفٍ] مُخْلِفٍ أَبِيٍّ وَفيٍّ ... عَالِمٍ حَازِمٍ شُجَاعٍ جَوَادِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015