رُوِيَ أَنَّ رَسُوْلَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. . . أَنشد عَائِشَةَ شعرَ أَبِي الغريض اليهودي:
إِنَّ الكَرِيْمَ إِذَا أَرَادَ مودتي ... . . . . . . . . . . . . القوى
ارعَى أَمَانَتهُ وَأحْفَظُ عهده ... جهدي فيأتي بعد ذلك ما أتى
ارْفَعْ ضعِيْفكَ [لا تصغر ضعفه] ... يومًا فتدركه العواقب قد نحى]
يَجْزِيْكَ أَو يَثني عَليْكَ وَإِنْ من ... أثنى عليك بما فعلت فقد جزى]
فَلَمَّا أَنْشَدَتهُ هَذِهِ الأَبْيَاتُ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِ مَعْرُوْفٌ فكأَنَّهُ بِهِ فَقَدْ كَافَأَهُ وَمَنْ لَمْ يُكَافِ كَافأ لأَنَّ مَنْ أَثنى كَمَنْ جَزَى. يَقُوْلُ:
هَلْ فِي السَّمَاءِ لِصَاعِدٍ مِنْ مُرْتَقِي ... أَمْ هَلْ لِحتفٍ رَاصِد مِنْ سنًى؟
للَّهِ دُرّكَ مِنْ سَبِيْلٍ وَاضِحٍ ... سِيَّانِ فِيْهِ مَنْ تَصَعْلَكَ وَاقتَنَى
أَوَّلُهَا:
أَمَلٌ تَبَوَّأَ فِي مَنَازِلِ ذِلّةٍ ... إِذْ لَا ذَلِيلَ أَذَلَّ مِنْ وَتدِي القُرَى
أَحْيَاؤُهُمْ عَلَى مَوْتَاههُمُ ... وَالمَيتُوْنَ شِرَارُ مَنْ تَحْتَ الثَّرَى
وَإِذَا تُصَاحِبُهُمْ تُصَاحِبُ خَانَةً ... وَمَتَى تُفَارِقُهُمْ تُفَارِقُ عَنْ قِلَى
لَا يَفْزَعُوْنَ إِلَى مَخَافَةِ جَارِهِمْ ... وَإِذَا عَوَى ذِئْبٌ بِصَاحِبهِ عَوَى
أخوَانُ صِدْقٍ مَا رَأوْكَ بِغِبْطَةٍ ... فَإِذَا افْتَقَرْتَ فَقَدْ هَوَى بِكَ مَا هَوَى
هَذَا البَيْتُ الأخِيْرُ وَجدْتهُ فِي شِعْرِ الأَسْعَرِ الجُعْفِيّ مِنْ أَبْيَاتٍ لَهُ يَقُوْلُ فِيْهَا (?):
وَلَقَدْ عَلِمْتُ عَلَى تَجشُّعي الرّدَى ... إِنَّ الحُصُوْنَ الخَيْلُ لَا مَدَرُ القُرَى
إِنِّي وَجَدْتُ الخَيْلَ عِزًّا ظَاهِرًا ... تُنْجِي مِنَ الغُمَّى وَتَكْشِفْنَ الدُّجَى
وَيَبِتْنَ بِالثَّغْرِ المَخُوْفِ طَلائعًا ... وَيَبِتْنَ لِلصُّعْلُوْكِ جمَّةَ ذِي الغَنَى
وَهُوَ الأَسْعَرُ بن أَبِي حمرَان الحَارَثُ بن مُعَاوِيَةَ الجّعْفِيّ.
* * *