فَاليَوْمَ حَارَ بِيَ الهَوَى مِقْدَارهُ ... فِي أَهْلِهِ وَعَلِمْتُ أَنِّي عَاشِقُ
وَالاشْتِقَاقُ يُؤَيّدُ ذَلِكَ لأَنَّ الهَوَى من زَوَالِ الشَّيْءِ عَن مَوْضعِهِ وَالحُبُّ مِنْ مُلَازمَةِ المَكَانِ ثُمَّ الانْبِعَاثِ مِنْهُ كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ (?):
فَحُبٌّ كَإِحْبَابِ البَعِيْرِ وَإِنَّمَا ... بِهِ أَسَفٌ أَنْ لا يَرَى من يُصَاوِلُه
وَالعشْقُ إِنَّمَا هُو العَشَقَةُ وَهِيَ اللَّبْلَابَةُ، كأَنَّ العَاشِقَ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِذبُوْلهِ كَمَا تَذْبَلُ اللَّبْلَابَةُ، وَقَالُوا فِي قَوْلِ رُؤْبَةَ: وَلَمْ يَضَعهَا بَيْنَ فَرْكٍ وَعَشَقٌ.
أي لَمْ يَضَعْهَا بَيْنَ اطِّرَاحِ وَمُلَازَمَةٍ يُقَالُ عَشِقَ بِالشَّيْءِ إِذَا لَزمَهُ. وَقَالَ الشَّاعِرُ فِي وَصْفِ الحُبِّ:
سَلْنِي عَنِ الحُبِّ يَا مَنْ لَيْسَ يَعْرفُهُ ... مَا أَطْيَبَ الحُبَّ إِلَّا أَنَّهُ نَكِدُ
طَعْمَانِ حُلْوٌ وَمُرٌّ لَيْسَ يَعْدِلُهُ ... فِي حَلْقِ صَاحِبِهِ سمٌّ وَلَا شهُدُ
[من الطويل]
3512 - أَلَحَّ بهم رَيْبُ الزَّمَانِ كأَنَّمَا ... عَلَى الدَّهْرِ فِيْهِمْ أَنْ يُفَرِّقَهُمْ نَذْرُ
البُحْتُرِيُّ: [من البسيط]
3513 - أَلَحَّ جُوْدًا وَلَمْ تَضْرُرْ سَحَائِبُهُ ... وَرُبَّمَا ضَرَّ فِي إلْحَاحِهِ المَطَرُ
المُتُنَبِّيّ: [من الطويل]
3514 - أَلَحَّ عَلَيَّ السُّقْمُ حَتَّى أَلِفْتُهُ ... وَمَلَّ طَبِيْبِي جَانبِي وَالعَوَائِدُ
[من مجزوء الرجز]
3515 - الحَرْبُ إِنْ بَاشَرْتهَا ... فَلَا يكنْ مِنْكَ الفَشَلُ