وَقَالَ أَبُو الغَمْرِ:
وَبَاتَت تَشَجّعُنِي عرسي وَقَدْ عَلِمَتْ ... أَنَّ الشَّجَاعَةَ مَقْرُوْنٌ بِهَا العَطَبُ
لَا وَالَّذِي حَجَّتِ الأَنْصَارُ كَعْبَتَهُ ... مَا يَشْتَهِي المَوْتَ أَضْحَى مَنْ لَهُ أَدَبُ
لِلحَرْبِ قَوْمٌ أَضَلَّ اللَّهُ سَعْيَهُمُ ... إِذَا دَعَتْهُمْ إِلَى مَكْرُوْههَا وَثبُوا
وَلَسْتُ مِنْهُمْ وَلَا أَهْوَى فِعَالَهُمُ ... لَا الجدُّ يُعْجِبُنِي مِنْهُمْ وَلَا اللعبُ
وَقَالَ أَبُو دُلَامَةَ فِي المَعْنَى يُخَاطِبُ رُوْحَ ابن حَاتِمٍ المُهَلَّبِيّ وَقَدْ قَالَ لَهُ تَقَدَّمَ (?):
إِنِّي أَعُوْذُ بِرُوْحٍ أَنْ يُقَدِّمنِي ... إِلَى القِتَالِ فيحزنني بَنُو أَسَدِ
إِنَّ الدُنُوَّ مِنَ الأعْدَاءِ يَعْلَمهُ ... مِمَّا يُفَرِّقُ بَيْنَ الرُّوْحِ والجسَدِ
لجَّة المَوْتِ وَرَّثَكُمْ وَلَمْ أَرِثْ ... جُرْأةً فِي المَوْتِ مِنْ أَحَدِ
أَبُو فِرَاسٍ: [من المتقارب]
3269 - أَفِرُّ مِنَ السُّوْءِ لَا أَعْمَلُهْ ... وَمنْ مَوْقِفِ الضَّيْمِ لَا أَفْبَلُهْ
بَعْدَهُ:
وَقَرُبَ القَرابَةِ أَرْعَى لَهُ ... وَفَضلَ أَخِي الفَضْلِ لَا أَجْهَلُه
وَأَبْذُلُ عَدْلِي لِلأضعَفَيْنِ ... وَللشَّامِخِ الآنِفِ لَا أَبْذُلُه
وَأَحْسَنُ مَا كُنْتُ نَفْيًا ... إِذَا مَا نَالَنِى اللَّهُ مَا آملُه
وَقَدْ عَلِمَ الحَيُّ حَيُّ الضَّبَابُ ... وَأَصدَقُ قَوْلِ الفَتَى أَفْضَلُه
وَقَدْ أُرْهقَ الحَيُّ مِنْ خَلْفِهِ ... وَأُوْقِفَ خَوْفَ الرَّدَى أَوَّلُه
بِأَنِّي كَفَفْتُ وَأَنِّي عَفَفْتُ ... وَإِنْ كَرِهَ الجيْشُ مَا [أَفْعَلُه]
وَذَلِكَ أَنِّي شَدِيْدُ الإبَاءِ ... آكلُ لَحْمِي وَلَا أُوْكله
أَبُو تَمَّامٍ: [من المتقارب]
3270 - أَفِرُّ مِنَ الشَّرِّ فِي بُعْدِهِ ... فَكَيْفَ الفِرَارُ إِذَا مَا اقْتَرَبْ