العَرَبُ الشُّعَرَاءُ وَنَصبَتْهُ مَعْلَمًا لأَفْكَارِهَا، وَمَسْرَحًا لِخَوَاطِرِهَا لَبَعِيْدٌ أَنْ يَقَعَ النَّصُّ عَلَيْهِ، وَلَكِنْ أحْسَنُ النَّاسِ تَشْبِيْهًا امْرُؤُ القَيْسِ قال: فِيْمَ قُلْتُ في قَوْلِهِ (?):
كَأنَّ عُيُوْنَ الوَحْشِ حول خبائنا. . . . البَيْتُ
وَقَوْلِهِ (?): [من الطويل]
كَأنَّ قُلُوبَ الطَّيْرِ رَطْبًا وَيَابِسًا
وَقَوْلِهِ (?): [من الطويل]
سَمَوْتُ لَهَا مِنْ بَعْدِ مَا نَامَ أهْلُهَا ... سُمُوَّ حَبَابِ المَاءِ حَالًا عَلَى حَالِ
قَالَ: فَالْتَفَتَ إلَى يَحْيَى، فَقَالَ هَذِهِ وَاحِدَةٌ، قَدْ نَصَّ عَلَى أنَّ امْرَئ القَيْسِ أبْرَعُ النَّاسِ تَشْبيْهًا. فَقَالَ يَحْيَى: هِيَ لَكَ يا أمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ. ثُمَّ قَالَ لِي الرَّشِيْدُ: فَمَا أبْرَعُ تَشْبِيْهَاتِهِ عِنْدَكَ؟ ، قُلتُ: قَوْلهُ يَصفُ فَرَسًا (?): [من المتقارب]
كَأَنَّ تَشَوُّفَهُ بِالضُحَى ... تَشَوُّفُ أزْرَقَ ذِي مخْلَبِ
إِذَا بُزَّ عَنْهُ جِلَالٌ لَهُ ... تَقُوْلُ سَلِيْبٌ وَلَمْ يُسْلَبِ
فَقَالَ الرَّشِيْدُ: هَذَا حَسَنٌ وَأحْسَنُ مِنْهُ قَوْلُهُ (?): [من الطويل]
فَرُحْنَا بِكَآبِنِ المَاءِ يُجنَبُ وَسْطَنَا ... تَصَعَّدُ فِيْهِ العَيْنُ طُوْرًا وَتَرْتَقِي (?)