خرج منها» الرسالة فإذا دخل مكة أمسك عن التلبية حتى يطوف ويسعى ثم يعاودها حتى تزول الشمس من يوم عرفة ويروح إلى مصلاها وإلى ذلك أشار بقوله (وعد فلب لمصلى عرفة) أي عد بعد الفراغ من السعي لما كنت تفعله فلب واستمر على ذلك إلى أن تروح لمصلى عرفة واقطعها ولا تلب بعد ذلك فإذا كان اليوم السابع من ذي الحجة ويسمى يوم الزينة أتى الناس إلى المسجد الحرام وقت صلاة الظهر ويوضع المنبر ملاصقا للبيت على يمين الداخل له فيصلي الإمام الظهر ثم يخطب خطبة واحدة ولا يجلس في وسطها وفي جلوسه في أولها قولان ويفتتحها بالتكبير ويخللها به كخطبة العيد يعلمهم فيها كيف يحرم من لم يكن أحرم وكيفية خروجهم إلى منى وما يفعلون إلى زوال الشمس من يوم عرفة وإلى ذلك أشار الناظم بقوله وخطبة السابع تأتي للصفة فخطبة مفعول تأتي وهو بمعنى
تحضر والمراد الطلب بدليل عطفه على قوله وعد فلب أي يطلب منك حضور الخطبة والاتيان إليها وقوله للصفة يتعلق بمحذوف صفة خطبة على حذف مضاف أي المشروعة لتعليم الصفة ويحتمل أن يتعلق بتأتي على حذف مضاف أيضا أي لتعلم الصفة
(فائدة) الخطبة إحدى مثلثات الحج فالأولى هذه بعد ظهر اليوم السابع بمكة والثانية يوم عرفة بعرفة بعد الزوال والثالثة تأتي يوم النحر بمنى وقد ترك العمل بها في هذا الزمان واختلف هل يجلس في أول هذه الخطب الثلاث أولا على قولين
وَثامِنَ الشَّهْرِ اخْرُجَنَّ لِمِنَى
بِعَرَفَاتٍ تاسِعاً نُزُولناَ
وَاغْتَسِل قُرْبَ الزَّوال وَاحْضُرا
الْخُطْبَتَيْنِ وَاجْمَعَنْ وَقَصِّرَا
ظُهْرَيْكَ ثُمَّ الجَبَلَ اصْعَدْ رَاكِباً
عَلَى وُضُوءٍ ثُمَّ كُنْ مُوَاظِباً
عَلَى الدُّعا مُهلِّلاً مُبْتَهلاً
مُصَلَّياً عَلَى النَّبِيْ مُسْتَقْبِلاَ
هُنَيْهَةً بَعْدَ غُرُوبِهَا تَقِفْ
وَانْفرْ لِمُزْدَلِفَةٍ وَتَنْصَرِفْ
فِي الْمِازَمَيْنِ الْعَلَمِينِ تَكِّبِ
وَقْصُرْ بِهَا وَاجْمَعْ عِشاً لِمَغْرِبِ
وَاحْطُطْ وَبِتْ بِهَا وَأَحْيِ لَيَلَتَكْ
وَصَلِّ صُبْحَكَ وَغَلِّسْ رِحْلَتَكْ
قِفْ وادْعُ بالْمشْعَرِ لِلاسفاَرِ
وَأَسْرِعَنْ في بَطْنِ وادِي النَّارِ
وسِرْ كَمَا تَكُونُ قَاصِداً لِلْعَقَبَةْ
فارْمِ لَدِيْهَا بِحِجَارٍ سَبْعَةْ
مِنْ أَسْفَلٍ تُساقُ مِنْ مُزْدَلِفَهْ
كالْفُوِل وَانَحْر هَدْيا انْ بِعَرَفَةْ