كان عارفا بالنّحو واللّغة، كثير التصنيف، أصله من بغداد، وانتقل إلى الموصل، فأقام بها إلى أن مات في شهر رمضان من سنة تسع وستين وخمس مائة (?) عن نيّف وسبعين سنة. ولمّا أصعد من بغداد إلى الموصل ترك كتبه التي قد جمعها في عمره في داره، فوقعت داره عليها لمّا غرقت بغداد في سنة ثمان وستين وخمس مائة في خلافة المستضيء.

فنفّذ مملوكه لاستخراجها، فأخرجها بعد خمسة عشر يوما وقد عفت وتلف أكثرها، والذي سلم أنتن، فحزن عليها ولم يزل يعالجها بالبخور حتى ذهب بصره (?).

ومن شعره لمّا أخبر بالغرق وهدم داره فقال: [الخفيف]

ولع الدّهر بالذخائر أبقي‍ … ت غراما لنا عريضا طويلا (?)

وقع اليأس من مآرب شتّى … كنّ في قبضة الرّجاء حلولا

لو تعرّضت بالنّفوس لأحرز … ت ثوابا في أخذهنّ جزيلا

خذلتني قوى يصحّ بها الفك‍ … ر فأضحى لفقدهنّ عليلا

فغدا اليوم في إسار من الحي‍ … رة لا يهتدي لرشد سبيلا

إنّ ذاك الفكر الذي كان يرضي‍ … ك إذ اسميته حساما صقيلا (?)

هشمت عزمه الرّزايا فقد صا … ر لها مالي عنده معلولا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015