إلى أن مرض مرضا أشفى فيه على التلف، فسأل أن يولّى ولده الأسنّ موضعه، ثم شفي من مرضه فعزل ولده المقتفي وأعاده إلى النّقابة، فكان على ذلك إلى أن مات في سابع عشر جمادى الآخرة من سنة سبع وستين وخمس مائة، وتقدّم في الصلاة عليه شيخ الشيوخ أبو القاسم عبد الرحيم بن إسماعيل النّيسابوريّ بوصيّة منه بعد مشاجرة جرت بينه وبين قثم بن طلحة نقيب العباسيّين (?)، ودفن في داره بالحريم الطّاهري، ثم نقل إلى المدائن فدفن في مشهد أولاد الحسن هناك.
صاحب الخطّ المليح، والضّبط الصّحيح، تولّى قضاء دجيل، وكانت له الحرمة الوافرة، وله دار ضيافة.
رأيت له كتاب شرح الفصيح، وكتاب أسرار الحروف: بيّن فيه مخارجها ومواقعها من الزوائد والمنقلب والمبدل والمتشابه، واشتقاق الأسماء.
ومات في تاسع عشر من شعبان من سنة ستّ وثمانين وخمس مائة.
صاحب لغة وأدب، له ديوان رسائل وديوان شعر، نادم أحمد بن عبد العزيز العجليّ (?).
وله كتاب في الدعاء، ورسالة في الشّيب والخضاب.