لا يظننَّ أحد أن ظلمه للعباد بضرب أو سب أو شتم أو تزوير، أو أكل مال بالباطل أو سفك دم، أو غيبة أو نميمة أو استهزاء أو سخرية أو جرح كرامة؛ لا يظننَّ أحد أن شيئاً من ذلك الظلم سيضيع ويذهب.
كلا، وإن الظلم ظلمات يوم القيامة: أما والله إن الظلم شؤم ولازال المسيء هو الظالم ستعلم يا ظلوم إذا التقينا غداً عند المليك من الملوم يا من دعاك منصبك! ويا من دعاك كرسيك! ويا من دعتك صحتك وقدرتك وقوتك على ظلم العباد من الضعفاء والفقراء والمستضعفين، تذكر قدرة رب العالمين جل وعلا، واعلم بأن الملك هو الذي سيقتص للمظلوم من الظالمين، فاحذر الظلم بجميع أنواعه احذر الظلم سواء أكان الظلم صغيراً أم كبيراً؛ لأن الظلم ظلمات يوم القيامة.
لا تظلمن إذا ما كنت مقتدراً فالظلم ترجع عقباه إلى الندم تنام عيناك والمظلوم منتبه يدعو عليك وعين الله لم تنم ففي الصحيحين من حديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذ بن جبل إلى اليمن وصّاه بالوصايا الغالية، وكان من بين هذه الوصايا أن قال له المصطفى: (يا معاذ! اتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب).
دعوة المظلوم ترفع إلى الله جل وعلا، ولا يحجبها حاجب، ولذلك ورد في الصحيحين من حديث أبي موسى الأشعري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته، وقرأ قول الله تعالى: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ} [هود:102]).
وقد يغتر الظالم المجرم بستر الله عليه وبحلم الله عليه، فيتمادى في ظلم العباد، ونسي هذا المسكين أن الله يمهل ولا يهمل.
أين الجبابرة؟! أين الأكاسرة؟! أين القياصرة؟! أين الفراعنة؟! أين الطغاة؟! أين الطواغيت؟! أين الظالمون؟! وأين التابعون لهم في الغي؟! بل أين فرعون وهامان وقارون؟! أين من دوخوا الدنيا بسطوتهم وذكرهم في الورى ظلم وطغيان هل أبقى الموت ذا عز لعزته أو هل نجا منه بالسلطان إنسان لا والذي خلق الأكوان من عدم الكل يفنى فلا إنس ولا جان