أولاً: الدجال أعظم فتنة على وجه الأرض، ربما -لأول مرة- يسمع كثير منكم هذا الموضوع وأنا واحد من هذا الكثير، فإني ما وقفت على فتنة الدجال إلا في الأسبوعين الماضيين، وأنا أتقلب وأتجول بين بطون الكتب والمراجع والمجلدات، أقول لكم: والله ما عرفت خطر فتنة الدجال إلا من أسبوعين فقط، فتدبر معي -أيها الحبيب- وقف على خطر هذه الفتنة!، فالدجال أعظم فتنة على وجه الأرض من يوم أن خلق الله آدم إلى قيام الساعة.
لماذا سمي الدجال بالمسيح الدجال؟ سمي بالمسيح؛ لأن عينه ممسوحة، قال المصطفى: (الدجال ممسوح العين) وسمي بالدجال؛ لأنه يغطي الحق بالكذب والباطل، وهذا دجل، فسمي بالدجال.
فتنة الدجال فتنة عظيمة!! قال المصطفى -والحديث رواه مسلم من حديث عمران بن حصين: (ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة أمر أكبر من الدجال).
وأنا اليوم لن أتكلم بكلمة من عند نفسي؛ لأن هذا غيب لا ينبغي أن نتكلم فيه إلا بكلام الصادق الذي لا ينطق عن الهوى، فسأخرج من حديث لأنتقل إلى حديث آخر، ولن أحدثكم إلا حديثاً صحيحاً كعادتنا، نسأل الله أن يجعلنا وإياكم من الصادقين.
فأقول: روى ابن ماجة في سننه وابن خزيمة في صحيحه والحاكم في المستدرك، وصحح الحديث الشيخ الألباني من حديث أبي أمامة الباهلي، أن الحبيب النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (إنها لم تكن فتنة على وجه الأرض منذ أن ذرأ الله ذرية آدم أعظم من فتنة المسيح الدجال، ولم يبعث الله نبياً إلا وقد أنذر قومه من الدجال، وأنا آخر الأنبياء، وأنتم آخر الأمم، وهو خارج فيكم لا محالة، فإن يخرج الدجال -وأنا بين أظهركم- فأنا حجيج لكل مسلم، وإن يخرج الدجال من بعدي فكل امرئ حجيج نفسه، والله خليفتي على كل مسلم).
ويا لها والله من كرامة لأمة الحبيب المحبوب، قال: (وما من نبي إلا وقد أنذر قومه من الدجال، وأنا آخر الأنبياء وأنتم آخر الأمم، وهو خارج فيكم لا محالة، فإن يخرج -وأنا بين أظهركم- فأنا حجيج لكل مسلم)، أي: إن خرج الدجال والحبيب بيننا فلا نحزن، ولكن مات المصطفى ولم يخرج الدجال بعد، وهو خارج لا محالة.
قال: (وإن يخرج بعدي فكل امرئ حجيج نفسه)، أي: سترد أنت عن نفسك بنفسك، فكل امرئ حجيج نفسه، قال: (والله خليفتي على كل مسلم) وهذه كرامة من الله أن يكون الله جل وعلا خليفة على كل مسلم في فتنة الدجال، بعد موت سيد الرجال محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله ومن والاه.