خطر ترك الصلاة

روى مسلم من حديث جابر بن عبد الله أنه صلى الله عليه وسلم قال: (بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة) والحديث في صحيح مسلم، وفي الحديث الصحيح الذي رواه أبو داود والترمذي وصححه شيخنا الألباني من حديث بريدة أن الحبيب النبي صلى الله عليه وسلم قال: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر)، هل تصدقون رسول الله؟! اسمع هذه الكلمات يا من تدعي الإيمان برسول الله وقد ضيعت الصلاة، والله يكاد قلبي أن ينخلع! الرسول يقول: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر) سيقول رجل: يا شيخ! لكنني أصلي في البيت، هل أنت امرأة؟! هل فيك الحيض؟! لا يصلي في البيوت إلا النساء، كفى تلفازاً! كفى مرارة! حتى الصلاة ضيعتها الأمة.

كم من أناس بيوتهم إلى جوار المساجد، والله ما صلوا جماعة لله مرة.

اللهم لا تخزنا في الدنيا ولا في الآخرة، إنه الخزي! إنه العار! إنه الشنار! بيوتهم إلى جوار بيت الله، ولم يذهبوا إلى بيت الله، لم يحرص على الجماعة، لم يصل مع المسلمين، لماذ بنيت المساجد؟! هل ليصلي المسلمون في البيوت؟! أحذر هؤلاء الذين تخلفوا عن الصلاة بالحديث الذي رواه ابن ماجة وصححه الألباني من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لينتهين رجال عن ترك الجماعة أو لأحرقن بيوتهم)، الرسول توعد من صلى في بيته وترك الجماعة أن يحرق عليه بيته.

وصلاة الفجر! آه من صلاة الفجر! ذلكم المقياس الدقيق الذي يظهر النفاق وأهله من الإيمان وأهله، صلاة الفجر مقياس، إن كنت ممن يحافظ على الفجر فأبشر واستبشر خيراً، فأنت من أهل الإيمان، وإن كنت ممن ينام عن الفجر فاعلم أن قلبك قد ملئ بالنفاق وأنت لا تدري يا مسكين! يا من سهرت الليل كله أمام التلفاز وضيعت الفجر، يا من سهرت الليل كله أمام الأفلام الداعرة وضيعت الفجر اسمع لرسولك في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم، قال عليه الصلاة والسلام: (أثقل صلاة على المنافقين صلاة الفجر وصلاة العشاء) هما أثقل صلاة على المنافقين بشهادة الصادق الأمين، يا من ضيعت الفجر محكوم عليك بالنفاق من كلام الصادق.

نقب وفتش المساجد في صلاة الفجر تجدها تبكي! ويتشدق هؤلاء بالنصح والتمكين، ومقاتلة اليهود! كيف تقاتل اليهود وأنت لا تصلي الفجر؟! نحن نستحق آلافاً من أمثال النتنياهو، نحن نستحق أن نضرب بالنعال على أم الرءوس، فإننا قد ضيعنا الفجر، قد ضيعنا الصلاة، والله لا نصرة للأمة إلا إذا عادت إلى الله، إلا إذا امتلأت المساجد في صلاة الفجر كما تمتلئ في صلاة الظهر، الفجر ضاع وأنت نائم، كن نائماً إلى أن تستيقظ بين الأموات في القبور! يا من ضيعت الفجر احذر النفاق ونقب عن النفاق في قلبك الآن، لماذا تضبط المنبه على وقت العمل، ولا تضبط المنبه على وقت الصلاة؟! تخشى أن تسأل من مسئول عملك إن تأخرت عن وقت الدوام ساعة، تخاف وتخشى ذلك، ولا تضبط المنبه على وقت صلاة الفجر! أين الإيمان في قلبك؟! احذر ودعك من الدعاوى الفارغة الباطلة، سامحوني على هذه الشدة؛ لأن القلب يكاد يعتصر، لأنني أرى أناساً يدعون الإسلام، ويزعمون الإيمان، ويجلسون أمام التلفاز بالليل والنهار، والله ما حضروا لبيت الله جل وعلا في صلاة، ولو حضر صلاة ضيع صلوات.

وصلاة العصر، عاد من عمله فنام، اعتاد أن ينام ولا يصلي العصر، إن كنت مريضاً فلا حرج! لا يكلف الله نفساً إلا وسعها، لكن أن تكون هذه هي عادتك فهذه مصيبة كبرى.

في صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من ترك صلاة العصر -أي: متعمداً- فقد حبط عمله) هذا كلام الصادق إن كانت الأمة تصدق الصادق! فكيف تضيع العصر عامداً، أمام التلفاز من أجل المباراة؟! يريد أن يرى كيف أدخل اللاعب الهدف في مرمى هذا الفريق أو ذاك! يريد أن يرى المسلسل، يريد أن يرى الفلم، يريد أن يرى المباراة، ويضيع العصر، ثم يقوم قبل المغرب بقليل لينقر العصر نقر الغراب، روى مسلم في صحيحه من حديث ابن مسعود قال: (من سره أن يلقى الله تعالى غداً مسلماً فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن، فإنهن من سنن الهدى، ولو صليتم في بيوتكم كالمتخلف الذي يصلي في بيته لتركتم سنة نبيكم، ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم، ولقد رأيتنا وما يتخلف عن صلاة الجماعة إلا منافق معلوم النفاق، ولقد كان يؤتى بالرجل يهادى به -يتمايل بين الرجلين من المرض حتى يقام في الصف).

أكتفي بهذا وأسأل الله أن يستر علي وعليكم في الدنيا والآخرة، اللهم اهد ضال المسلمين، اللهم اهد ضال المسلمين.

اللهم رد الأمة إلى الدين رداً جميلاً، اللهم رد الأمة إلى الدين رداً جميلاً، اللهم رد الأمة إلى الدين رداً جميلاً، اللهم استرنا ولا تفضحنا، وأكرمنا ولا تهنا، وكن لنا ولا تكن علينا، اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد، يعز فيه أهل طاعتك، ويذل فيه أهل معصيتك، ويؤمر فيه بالمعروف، وينهى فيه عن المنكر، أنت ولي ذلك والقادر عليه.

اللهم أقر أعيننا بنصرة الإسلام وعز الموحدين، اللهم أقر أعيننا بنصرة الإسلام وعز الموحدين.

اللهم اجعل مصر واحة للأمن والأمان، وجميع بلاد المسلمين، اللهم ارفع عن مصر الفتن ما ظهر منها وما بطن، وجميع بلاد المسلمين، اللهم اقبلنا وتقبل منا، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم.

أسأل الله أن يجعلني وإياكم من الصادقين، وأذكركم بالحق الذي عليكم، فإن هذا الحق لا ندخله جيوبنا، وإنما هو للفقراء وللمساكين ولليتامى، أسأل الله أن يجعلنا وإياكم ممن يدخرون لأنفسهم عند الله ليوم لا ينفع فيه مال ولا بنون، إلا من أتى الله بقلب سليم.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015