أود أن أبشر الإخوة ببشارة؛ لأنني سأسأل عن هذا حتماً: إن كثيراً من أحبابنا وإخواننا وأخواتنا قد يعمل العمل من أعمال البر والخير والطاعة، فيلقي الله له الثناء الحسن على ألسنة الناس، ويجعل الله له المكانة الطيبة في قلوب عباده الصالحين، فيفرح العبد بذلك، فيخشى أن يكون من المرائين بذلك، فهل هذا من الرياء؟ الجواب كفانا مشقته أبو ذر رضي الله عنه، فلقد سأل أبو ذر رسول الله! كما في صحيح مسلم وقال: (يا رسول الله: إن الرجل يعمل العمل لله تعالى من أعمال الخير، فيحمده الناس على ذلك، فقال المصطفى: تلك عاجل بشرى المؤمن).
اللهم اجعلنا منهم بمنك وكرمك، تلك عاجل بشرى المؤمن، فإن عملت العمل تبتغي به وجه الله، وتضرعت إلى الله أن يرزقك فيه الإخلاص، وأثنى الناس عليك خيراًً، وجعل الله لك الثناء الحسن على ألسنة الصادقين من عباده، وجعل الله لك المكانة الطيبة في قلوب المخلصين من أوليائه، فاستبشر خيراً، واعلم بأنها بشارة خير لك إن شاء الله تعالى في الدنيا والآخرة، واسمع لهذا الحديث الرقراق الرقيق الذي رواه البزار وصححه شيخنا الألباني في صحيح الجامع، أنه صلى الله عليه وسلم قال: (ما من عبد إلا وله صيت في السماء) أي: شهرة ومكانة، (فإن كان صيته في السماء حسناً كان صيته في الأرض حسناً، وإن كان صيته في السماء سيئاً كان صيته في الأرض سيئاً)، وقال النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة: (إذا أحب الله العبد نادى جبريل فقال: يا جبريل! إني أحب فلاناً فأحبه، فيحبه جبريل، ثم ينادي جبريل في أهل السماء: يا أهل السماء! إن الله يحب فلاناً فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ويوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض الله عبداً نادى جبريل وقال: يا جبريل! إني أبغض فلاناً فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: يا أهل السماء! إن الله يبغض فلاناً فأبغضوه، فيبغضه أهل السماء، ويوضع له البغضاء في الأرض) أسأل الله أن يسترنا بستره الجميل، وأن يرحمنا برحمته إنه على كل شيء قدير.
أيها الأحبة الكرام! هؤلاء هم أول من يقضى بينهم يوم القيامة.
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم.