قال صلى الله عليه وسلم: (ورأيت رجلاً من أمتي وقد خف ميزانه فجاءه أفراطه فثقلوا ميزانه)، والأفراط: هم الأولاد الصغار الذين ماتوا، والولد أو البنت إذا نزل من بطن أمه واستهل ثم مات فإنه يغسل ويكفن ويصلى عليه.
وهنا نقطة مهمة: فلا بد من تسميته قبل دفنه، ولو لم تسميه لخاصمك أمام الله يوم القيامة، والعبد يفرح إذا مات له ولد أو اثنان أو ثلاثة؛ لأنه سيوقف على باب الجنة ويرفض دخولها إلا بصحبتك، وأنت قد صبرت عليه أنت وزوجتك.
وفي الحديث: (إن الله يقول للملائكة: أقبضتم ولد عبدي؟ فيقولون: نعم يا رب! فيقول: أقبضتم ثمرة فؤاده؟ فيقولون: نعم يا رب! فيقول: وماذا صنع عبدي؟ فيقولون: حمدك واسترجع)، أي: قال: الحمد لله رب العالمين، وإنا لله وإنا إليه راجعون، (فيقول: إني رضيت على عبدي، ابنوا لعبدي قصراً وبيتاً في الجنة وسموه بيت الحمد، وألحقوه بمن مات من ذريته)، فافرح يا من مات لك ابن أو بنت وصبرت، فهذا من الأشياء التي تثقل ميزانك إن شاء الله يوم القيامة.
اللهم ثقل موازيننا يا رب العالمين! قال صلى الله عليه وسلم: (ورأيت رجلاً من أمتي يقف على شفير النار، فجاءه رجاؤه في الله فأخذته الملائكة فأدخلته في الجنة)، فليكن عندك حسن أمل في الله وحسن ظن بالله، لكن مع حسن العمل.
قال صلى الله عليه وسلم: (ورأيت رجلاً وقد هوى في النار فجاءته دمعة قطرتها عينه فأطفت النيران من حوله، فأخرج فدخل الجنة)، والذين يغصبون من قنوت رمضان والجمعة ويستهزئون ويقولون: ما أنزل الله بها من سلطان، ويتطاولون على أهل العلم، ويستنكرون والنبي صلى الله عليه وسلم قنت شهراً متصلاً يدعو على رعل وذكوان، وقد أجمع الفقهاء على أنه يباح للإمام أن يقنت في كل صلاة عند نزول البلاء بالمسلمين، وأنا أسأل هؤلاء المعترضين سؤالاً: هل هناك بلاء أكثر من الذي نحن فيه؟ نسأل الله أن يعافينا وإياكم، فالبلاء الذي نحن فيه على مستوى الحي والمدينة والدولة والعالم الإسلامي كله، وأي بلاء أكبر من هذا؟ ويمكن يا أخي! أن ندعو ربنا مرة ونقول: يا رب! فيقول الله: استجبت يا عبادي! وأنزلت عليكم رحمتي يا عبادي! وهناك أنا فقهوا فن الاعتراض لا لشيء إلا أنه يجب أن يعترض.
عند هذا الحد نتوقف وسنكمل في الحلقة القادمة إن شاء الله.
جزاكم الله خيراً، وبارك الله فيكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.