قال صلى الله عليه وسلم: (ورأيت رجلاً من أمتي احتوشته الشياطين)، يعني: اجتمعت عليه تريد تضييعه، (فجاءه ذكره لله ليل نهار فخلصه من بين أيديهم)، فذكر لله سلاحك، بل قال الحبيب صلى الله عليه وسلم: (الوضوء سلاح المؤمن)، فالمؤمن وهو ماشي متسلح بالوضوء وبذكر الله، فإذا جاءته الشياطين ذكر الله، وإذا جاءتك ملائكة العذاب في القبر من ناحية رأسك فالعينان تقولان: يا ملائكة العذاب! لقد كان غاضاً لي عما حرم الله، ويقول اللسان: لقد كان كافاً لي عما حرم الله، والأذنان تقولان: لقد كان مغلقاً لي عما حرم الله، وإذا جاءته ملائكة العذاب من ناحية يديه قالتا: ما سرقت ولا ارتشيت ولا ضربت ولا سفكت دماً ولا ظلمت مرة، وإنما تصدقت وأمسكت المصحف ومسحت على رءوس اليتامى، فإذا جاءوا من ناحية القلب قال: ما حملت غلاً ولا حقداً ولا حسداً ولا غشاً ولا نفاقاً، فإذا جاءا من ناحية الرجلين قالتا: ما فررت من الزحف مرة، وإنما ذهبت لتعمير بيوت الله، ولإصلاح ذات البين، وللإصلاح بين المتخاصمين، ولتفريج كربات المسلمين، فتقول ملائكة العذاب لملائكة الرحمة: وسعوا لعبد الله في قبره؛ حتى يرى مقعده من الجنة.
اللهم اجعلنا منهم يا رب!