الطاعة شجرة لها أغصان، ولها ثمار، فأول وأحلى ثمرة في الطاعة جلب الطاعة بعدها، فأنت عندما تأتي المسجد تقابل إخوانك وتقول: السلام عليكم، ثم إذا دخلت المسجد تبسمت في وجه أخيك على يمينك وشمالك يقول صلى الله عليه وسلم: (تبسمك في وجه أخيك صدقة)، فيكتب لك حسنة، وإذا جاء المسلم إلى الصلاة وانتظر الصلاة فهو في صلاة إلى أن تقام الصلاة، يعني: أنت قاعد في المسجد والملائكة تكتب لك حسنات وكأنك تصلي وأنت قاعد.
ثم بعد ذلك تصلي جماعة فينظر الله في قلب الإمام فإن وجده صالحاً قبل صلاته وصلاة من معه، فإن لم يجد قلب الإمام صالحاً نظر في قلوب المأمومين، فإن وجد بينهم صالحاً قبل صلاة الجميع من أجله، فإن لم يجد بينهم رجلاً صالحاً، قال: يا ملائكتي! أرأيتم عبادي وقد اصطفوا يصلون من أجلي كما تفعلون؟ أشهدكم أني قبلت صلاتهم، وغفرت ذنوبهم، ورضيت عنهم ما أكرمك يا رب! ثم بعدما ينتهي من الصلاة جلس للاستماع إلى الدرس، وعند ذلك يفاخر الله بك ملائكته قائلاً: يا ملائكتي! أنظرتم إلى عبادي وقد أدوا الفريضة وينتظرون أخرى؟! يا ملائكتي! أشهدكم أني قد غفرت لهم! فمن ثمرات الطاعة عمل طاعة أخرى بعدها! جاء رجل إلى علي بن أبي طالب وقال له: عندي داء عضال فما دواؤه قال له: ما داؤك؟ قال: دائي البعد عن الله، قال: عليك بورق الصبر، وعروق التواضع، وماء الحب لله وضعه في إناء الخشية، وأوقد عليه بنار الحزن، وأنزل عليه ماء الخوف من الله، ثم تمضمض بالحزن والورع، وأبعد نفسك عن الشره والطمع، تشف من مرضك بإذن الله.
فهذه وصفه صعبة جداً، لكن ليجرب الواحد منا هذه الوصفة من الصيدلية الإلهية، اللهم اشفنا من أمراضنا الظاهرة والباطنة يا رب العالمين!